يعتقد الكثيرون أن مرض الاكتئاب اختص به الكبار فقط ولا يعرفه الأطفال، لكن العلم يقول أن الاكتئاب أصبح من الأمراض النفسية المشتركة بين الكبار والصغار على حد سواء، ولكن لازال البعض يجهل كيف يصاب الصغار به. بداية يؤكد الدكتور محمد الحامد استشاري الطب النفسي أن من 1-2% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4-6سنوات يصابون بالاكتئاب، كما من النادر جدا أن يصاب الطفل في عمر الشهور بهذا المرض. ويؤكد أن لهذه الظاهرة أسباباً اجتماعية ونفسية أدخلت براءتهم نفق الاكتئاب المظلم. ويمكن ملاحظة الاكتئاب لدى الأطفال منذ سن الثلاث سنوات، ويعود ذلك إلى غياب رعاية الطفل والاهتمام به، أو قدوم طفل جديد في الأسرة. ويوضح الدكتور الحامد أعراض المرض بأنها تظهر في هذه السن أعراض كالبكاء المستمر وفقدان الشهية والعزلة والانطواء والأحلام المزعجة التي تأتي له ليلا والتبول اللا إرادي. ويشير الحامد إلى أن كثير من الأهالي يجهلون أعراض هذا المرض، لأن الطفل في تلك السن المبكرة لا يستطيع أن يعبر بصورة واضحة عما يشعر به من ضيق، فيترجم ذلك بالأعراض التي سبق وذكرناها إضافة إلى السرقة أحيانا والكذب كذلك. ويضيف دكتور الحامد: نلاحظ على الأطفال في سن ما قبل المدرسة أنهم قد تظهر عليهم أعراض جسمية وحركية معينة، ويظهر الاكتئاب في صورة الامتناع عن الكلام أو ما يطلق عليه في علم النفس ب"الخرس الاختياري" ويتمثل في عدم القدرة على الكلام في مواقف محددة، علماً بأن سبب هذه الحالة هو أسلوب التربية الذي يؤدي إلى اهتزاز ثقة الطفل بنفسه وخوفه من العقاب البدني في حال التعبير عن مشاعره وانفعالاته. كما يشير الدكتور الحامد إلى أن أسباب اكتئاب الأطفال عدة وهي الصراعات الأسرية، وفقدان الأم أو الابتعاد عنها، ووتعرض الطفل للإهانة والضرب، ووسائل التربية غير السليمة، والابتعاد عن الأسرة. ويؤكد الدكتور الحامد ان العلاج بواسطة مضادات الاكتئاب آمن إذ أعطى من قبل طبيب مختص ونفذ بدقة، أما العلاج بواسطة اللعب فهو نوع من العلاج التحليلي الذي يداوي الطفل سواء كان منفرداً أو وسط جماعة من الأطفال.