قال الضَمِير المُتَكَلّم : أطلقت ( مؤسسة شانجارها الهندية ) غير الهادفة للربح موقع ( أنا دفَعْت َرشْوة) لفضح الفساد . الموقع يُمَكّن مستخدميه من الدخول عليه دون كشف هوياتهم ، والاعتراف بدفعهم أو تلقيهم رشوة مع تحديد قيمتها ، ونوع الخدمة مقابل المال ، ومكان دفع الرشوة . وذلك الموقع يهدف إلى جمع أكبر عدد من المعلومات عن الفساد الإداري لمساعدة الحكومة على مجابهته . هذا الخبر بثته وكالات الأنباء السبت الماضي ؛ وأضافت ( رويترز ) بأن الصين استنسخت التجربة بإطلاقها موقع ( دفعت رشوة ) ؛ وفي ذلك محاولة جادة لمواجهة الفساد باعتبار أكبر حاجز وعائق أمام كشف ممارساته التي تجري داخل المكاتب والفنادق والغرف المغلقة يَمنع مِن فضحها الخوف من انتقام هوامير الفَسَاد !! وهنا بما ( الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ) عندنا ذات رسالة عظيمة باعتبار الفساد الإداري والمالي هو فقط مَن يُهَدد مسيرة التنمية في بلادنا ، ولأنها ذات صلاحيات كبيرة لأنها كما في قرار إنشائها لا تستثني أحداً من قبضتها ( كائناً مَن كَان ) . ولأن هيئتنا الوطنية لمكافحة الفساد مازالت وليدة ، وتواصل عملها ليل نهار كما أكد لي رئيسها الأستاذ محمد الشريف في اتصال هاتفي ؛ فلعلها تُفِيد من تلكم التجربة وغيرها من محاولات وبرامج الدول في هذا المضمار ؛ فالبداية من حيث انتهى الآخرون هي محطة الانطلاقة الحقيقية لتفعيل دور الهيئة وبرامجها . فالإجراء الذي قامت به الهيئة من نشر أرقام هواتفها وموقعها الإلكتروني للتواصل مع الجمهور إنما هو إجراء وخطوة تقليدية لا تكفي . ف ( هيئة مكافحة الفَساد ) مطالبة بالاطلاع على مختلف التجارب في مكافحة الفساد ؛ ثم العمل على ابتكار وتصميم برامج حاسوبية تقنية رائدة لكشف الفساد ؛ تكون ذات بعدين أحدهما يعمل على حماية كل من يرغب في إماطة اللثام عن وجوه الفساد ، والآخر يقوم بالتّأكّد من المعلومات ورَصْد مصداقيتها لإبعاد شبح الوشاية ، والقضايا الملفقة الكيدية !! ياهيئة مكافحة الفساد نثق فيكم ونقدر جهودكم ؛ ولكن أرجوكم سرعة النزول للميدان لكشف فَسَاد وصفقات الماضي ، ووقاية وطننا من فساد قَادم ؛ نرجوكم ( الجِدّية ، والشفافية ، والعدالة حتى لا ينجو «كائنا من كان « ) ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . تويتر : @aaljamili