طويت صفحة البطولة الآسيوية وكتبت نهايتها بدموع الجماهير الاتحادية التي خاب أملها كثيراً في لاعبيها وبدأ الجمهور الاتحادي يستيقظ ليفتح عينيه على الحقيقة التي تقول إن الفريق الذي خسر أمام تشونبوك الكوري هو نفسه ذلك الفريق الذي كسبه في 2004 باستثناء بعض اللاعبين. نعم هذه هي الحقيقة التي حاول كثير من الاتحاديين إخفاءها وظلوا مؤيدين لسياسة الحرس القديم وقتل المواهب الشابة وعدم منحها الفرصة ومحاربة الإحلال بكل أشكالها متمسكين بنجوم معتقدين أنهم سيخلدون في عالم المستديرة. دعونا نتأمل سوياً الخارطة الاتحادية وندقق فيها عندها سنجد تلك الإحصائية المخيفة التي تشير إلى أن 90% من اللاعبين قد تجاوزوا الثلاثين وهو ما يعني مرحلة العد التنازلي للعمر الافتراضي في عالم كرة القدم. قد يأتي من يقول بأن الاتحاد هو سيد من أسياد البطولات وقد يأتي من يقول بأن الاتحاد ظل عميداً لآسيا حتى وقت قريب على عكس تلك الأندية التي طبقت عملية الإحلال بشكل كامل فغابت عن البطولات ولا نريد أن نذهب بعيداً فالأهلي الفريق الجار لم يعرف طريق المنصات في السنوات الأخيرة إلا مؤخراً بعد أن غاب عنها فترة ليست بالقصيرة والحجة أن لاعبيه ما زالوا صغاراً تنقصهم الخبرة. وهنا لا بد أن أشير بأن عملية الإحلال لا يجب أن تطبق دفعة واحدة ما بين عشية وضحاها بل ينبغي أن تكون عملية تدريجية حتى لا يفقد الفريق توازنه ولا تضيع هويته ولعل النموذج الهلالي خير دليل على عملية الإحلال الإيجابية فالأسماء تغيرت والنجوم غابت وظهرت وبقي الهلال زعيماً للبطولات. أعلم أن حديثي هذا لا يعجب الكثيرين ممن يرون أن نجوم الخبرة هم العملة الأقوى في جلب البطولات وأن عملية تكديس النجوم بعيداً عن الانشغال بالقاعدة وصناعة المواهب التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولكن سؤالي لهؤلاء إلى متى ستستمر مسيرة نور والمنتشري والمولد وتكر والصقري وأبو شقير وزايد وكريري في عالم الكرة ؟! ترى ما الذي سيحدث للكيان الاتحادي لو قرر هؤلاء الاعتزال دفعة واحدة ؟! وما هو مصير الفريق فيما لو حدث ذلك ؟! أم أننا يجب أن ننتظر وقوع الكارثة حتى نعترف أننا نسير في الاتجاه الخاطئ ؟! قد أكون بعيداً عن شؤون البيت الاتحادي وربما لا أكون ممن يستشارون داخل الكيان الاتحادي لكنها كلمات من محب وحريص على مصلحة عمود من أعمدة الرياضة السعودية وإن كنت قد قسوت في رسالتي هذه فأرجو أن يتقبلها مني الرئيس الاتحادي الذي أردت أن يكون حديثي موجهاً له بشكل خاص على شكل نداء إلى سعادة اللواء.