مداخلة جميلة من قارئ اسمى نفسه (واحد مواطن) كنت أتمنى لو ذكر اسمه الحقيقي لرجاحة ما عرضه تعليقا على مقالي بعنوان: (شبابنا وخدمة الحرمين) ليوم السبت 22/10/2011 الذي اقترحت فيه دراسة تطوير العمل التطوعي لخدمة وتنظيف مرافق الحرمين الشريفين بشكل علمي ومدروس، بل وربما إنشاء معهد للتدريب للمتطوعين أو العاملين بأجر من السعوديين في هذا المجال الذي يكسبون فيه دنياهم وآخرتهم في آن واحد. القارئ الكريم ومن واقع خبرته وعمله سابقا في التنمية البشرية يرى أن شبابنا، إذا ما وظفت قدراتهم بحرفية، وأعطوا التدريب المُتقن والمُقنن، قادرون وراغبون فى العمل فى معظم المجالات . وأن على الجهات القائمة على شئون الحرمين أن تهيىء الفرص وتضع النظم الإدارية الفاعلة والعاقلة والمنطقية وأن تضع هى ذاتها ذوى القدرات والفكر الإدارى المتطور فى قياداتها لتكون هى المحفز والضابط والجاذب للشباب الوطنى لخدمة أعظم وأشرف بيتين من بيوت الله على وجه الأرض، خاصة لما نرى، كما يقول، من سلوكيات بعض العاملين من الوافدين فى الحرمين من توقف عن العمل وتسول مزعج ومضايق لقاصدى الحرمين وعدم إتقان للعمل فى كثير من النواحى. ويؤكد قارئنا الكريم بأنه، وإلى سنوات قريبة, كان أهلنا من المواطنين هم من يكنس وينظف الحرمين تقربا لله، منهم المتطوع ومنهم الأجير. وكانوا يجدون الإحترام من الجميع بل ويتفاخرون بأنهم يخدمون الحرم. هكذا كان الزمازمة أو القائمون على امور الحجرة والروضة الشريفة فى مسجد رسولنا الأعظم صلى الله عليه وسلم. وكان مواطنون وبعض وافدة ينظفون ويحرسون مواضىء الحرمين. وأنه لم يكن بينهم من الوافدين إلا من أراد مساعدة تطوعا او بأجر. بل حتى وأثناء القيام بالتوسعة السعودية الأولى، كما يخبرنا كبارنا , كان أبناء الوطن منهم من يتطوع يوما أو أكثر لنقل المخلفات أو مناولة مواد بناء للعاملين. وكان الجميع يفعل ذلك طمعا فى أجر ومثوبة من الله, وهم يتفاخرون بأنهم حملوا كم (زنبيل) تراب من تراب الحرم او حجارة أو ساهموا بأى خدمة قدموها حبا وتشرفا وطلبا لرضى الله واقتداء بسنة المعلم الأول صلى الله عليه وسلم. لكن المفتاح لكل هذا هو ضرورة «تغيير العقول والعادات التى اهلكتنا واخّرتنا». ويأتي في مقدمة متطلبات هذا التغيير التركيز على تغيير النظرة للعمل ونوعياته واحترامه مهما كان نوعه أو القائم به. ولن أضيف إلى ما قاله القارئ الكريم إلا التأكيد أخيراً على أنني لم أتعرض لعمال النظافة الوافدين الحاليين منهم ولا السابقين. ولا أختلف مع ما قال به القارئ (أنا المواطن) من تقدير ما قام به هؤلاء من جهود عظيمة، لكن امتناع 1200 عامل نظافة عن العمل أثار لدي فكرة دراسة الإستعانة بشبابنا لخدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المُقدسة خلال موسم الحج. مع تأكيدي أن هذا الأمر «وإن كان لا يُغني عن العمالة الوافدة»، كما قلت، إلا أنه «يُعطي شبابنا فرصة لممارسة أعمال تطوعية، أو مدفوعة، يخدمون بها وطنهم ودينهم ويكتسبون من خلالها الأجر بإذن الله». أما ما أثاره القارئ العزيز (أبو كرتونة) بإيراد أمثلة سلبية لتصرفات بعض شبابنا للتشكيك في قدرة الشباب في أن يتحمل مسئولية تنظيف الحرم، فقد رد عليه إبن مكة صديق الفيس بوك (إيهاب جمالو) الذي أكد أن شباب مكة والمدينة وما جاورهما سيجدون في خدمة الحرمين الشريفين فرصة لا تُرد سيجدولون لها جداولهم ويعدون العدة ولو يوما واحدا في الاسبوع أو الشهر لخدمة هذين البيتين الشريفين. أما أمثلة الشباب الذين تحدث عنهم (ابو كرتونة) فإنهم يدخلون في حيز ما أثاره القارئ (واحد مواطن) من ضرورة «تغيير العقول والعادات التى اهلكتنا وأخرتنا» .. وهو ما ينبغي أن يأتي في أولويات ما ينبغي السعي لتغييره حتى يستقيم حالنا ولكي تكون القوى العاملة السعودية قوة بناء .. لا قوة هدم.