كرّم سمو الأمير خالد الفيصل، الأربعاء الماضي، 5000 شاب وفتاة من المتطوعين، الذين شاركوا في أعمال الإغاثة، أثناء كارثة جدة، العام الماضي، وهو لفتة كريمة، من رجل كريم، وإمارة كريمة، ومجتمع كريم، لأن أعمال التطوع خدمة اجتماعية مفتوحة، يقوم بها الفرد، الشاب أو المتقاعد، الرجل أو المرأة، بطيبة خاطر، وبرغبة ذاتية، لأمر محمود، بدون مقابل، مما ينمي الوازع الاجتماعي، وحب المبادرة، وروح العطاء، ويقول عليه الصلاة والسلام (إن الإشعريين إذا أرملوا جمعوا ما لديهم في إناء واحد واقتسموه بينهم، فأنا منهم، وهم مني). وفيه إشارة على أهمية اللحمة الاجتماعية، والتنازل عن الخصوصيات الشخصية، في سبيل المجموعة، وترغيب في العمل التطوعي في كل ما يخص الخدمات الاجتماعية العامة. صادف تكريم خالد الفيصل للمتطوعين، مناقشة نظام التطوع والمتطوعين في مجلس الشورى، لأن التطوع يندرج حالياً تحت وزارة الشؤون الاجتماعية، وهم يعملون بذلك في نطاق ضيق، ضمن أعمال البر في الجمعيات الخيرية، ومحدودين بمساحة ضيقة في نظام الجمعيات الخيرية في جزئية العمل التطوعي الخيري، ويناقش المجلس فكرة أبعد من ذلك، أن يكون للتطوع هيئة وطنية مستقلة تشرف عليه بعيداً عن وزراة الشؤون الاجتماعية، على اعتبار أن العمل التطوعي أكبر وأشمل من مجرد تحجيمه داخل نظام الجمعيات الخيرية، فهناك أعمال بر وتطوع في الأعمال الإغاثية، وأعمال تطوعية في مراكز العلوم والتكنولوجيا، وأعمال تطوعية في الحرمين الشريفين، وأعمال تطوعية في إرشاد الضالين، وأعمال تطوعية في الجامعات، والمدراس، وكل المعاهد التعليمية، وأعمال تطوعية لإنقاذ الشواطئ من التلوث، وأعمال تطوعية لنظافة البيئة، وأعمال تطوعية في تنظيم المؤتمرات واللقاءات العامة والندوات، وأعمال تطوعية في العلاقات العامة، وأعمال تطوعية متخصصة للأطباء، والمهندسين، والقيادين، وبمعنى أدق كل الأعمال التي نقوم بعملها بأجر، يمكن أن يقوم بها المتطوع بدون أجر، مما يعني أن هناك قوى عاملة مضاعفة يمكن أن نضيفها لخدمة المجتمع، إذا وجدت النظام المناسب، قوى مخلصة، ومجتهدة، ومتخصصة، ومنتجة، ولها نتائج. يستفيد المتطوع من أعمال التطوع، بعد الأجر والمثوبة من الله عز وجل، رضا المجتمع، فكل شخص يبحث عن القبول الإجتماعي، وعن الشكر والتقدير، والتكريم على أنه شخص مبرز، ومع ذلك فتقديم شهادة شكر،من جهة عليا، توثق ساعات التطوع، تجعله أكثر جاذبية عند تقديمه للوظيفة الرسمية، ويصلح التطوع بديلاً عن كثير من أحكام التعزير السلبية، مثل السجن والجلد والغرمات، وكلها تؤلم جسد ونفسية مرتكب الأثم، ولكنها لا تفيد المجتمع ولا تقدم الجديد المفيد لهم، لكن الجزاء بالعمل التطوعي يجعله فرد أكثر إيجابية في المجتمع، ونستفيد كلنا من أعماله، ويستفيد الطالب والطالبة على وجه الخصوص، لو أن ساعات العمل التطوعي تترجم إلى ساعات معتمدة، في برنامجه الدراسي؛ لتقلص بعضاً من ساعات الدراسة الطويلة، وتستبدل بالعمل التطوعي، الذي يكون بمثابة تدريب عملي للطالب أو الطالبة.