أكد أكاديمي وخبير اقتصادي أن الحجّ دعوة إلى تطبيق الاقتصاد الإسلامي وتطهير المعاملات بين الناس من الخبائث والموبقات، من ربا واحتكار وغشّ وتدليس وغرر وجهالة، وأكل لأموال الناس بالباطل. وطالب الدكتور زيد محمد الرماني المستشار وأستاذ الاقتصاد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بتكوين مؤسسة اقتصادية إسلامية تتولى لحوم الهدي وتصنيعها وحفظها في معلبات وإرسالها إلى مستحقيها من المسلمين في بلاد العالم الإسلامي. ودعا إلى تأسيس جمعية خيرية إسلامية تتولى مهمة الإشراف على جَمْع وتوزيع وتصدير لحوم الهدي للمحتاجين والفقراء والمساكين. اوضح أن لموسم الحجّ مدلولًا اقتصاديًا كبيرًا؛ ذلكم أنه فرصة للكسب المادي الشرعي، والكسب الروحي والحجّ موسم تجارة، وعبادة، ومؤتمر اجتماع وتعرّف، وتنسيق وتعاون. حيث يعتبر الحجّ مؤتمرًا إسلاميًا لحلّ مشكلات المسلمين الاقتصادية، حيث يفد إلى الأماكن المقدسة ملايين المسلمين من شتى البقاع، منهم العلماء المتخصصين في مجال الاقتصاد، فيكون ذلك فرصة طيبة لعقد المؤتمرات والندوات والحلقات الدراسية لمناقشة مشكلات المسلمين الاقتصادية، في سبيل الوصول إلى التكامل والتنسيق الاقتصادي المنشود بين دول العالم الإسلامي. كما أن في الحجّ رواج اقتصادي لما يتطلبه من سلع وخدمات لازمة لأداء مناسك الحجّ، فكم ينفق من النقود على وسائل الانتقال، وشراء المأكولات والمشروبات، وشراء الملابس، وشراء الذبائح، وتكاليف الإقامة. كما أن الحاجّ عليه أن يتجنّب الإسراف والتبذير والإنفاق الترفي. فالحجّ دعوة صادقة لتطبيق الاقتصاد الإسلامي على مستوى دول العالم الإسلامي. كما انه يعد بمثابة مؤتمر إسلامي تلتقي فيه الخبرات العالمية الإسلامية، صنّاعًا، وتجّارًا، ومهنيين، وبجميع التخصصات، وبهذا تنتهز الفرصة، لتنمية العلاقات الاقتصادية بين المسلمين، ومناقشة مشكلات الأمن الغذائي، ومدارسة الخطوات الكفيلة بتحقيق الاكتفاء الذاتي لدول العالم الإسلامي. وفرصة لاغتنام منافع التجارات والعمل وكسب المعيشة، وكذلك منافع البُدْن والذبائح للفقراء والمساكين والمحتاجين، داخل الأماكن المقدسة وخارجها، ففي الحجّ، منافع اقتصادية واجتماعية وسياسية، وفيه التعاون والتكافل، وشعور المسلم بأخيه المسلم، وفيه تصفو النفوس وتزكو وتتصل بخالقها أيّما اتصال، وفيه تكثر أعمال البرِّ والخير والإنفاق والصدقة.