رحم الله الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمة واسعة.. فقد كان أباً وإنساناً وشهماً ومبادراً لكل أبناء المملكة وساكنيها فكم من حوائج قضاها للناس.. وكم من عون قدمه لكثيرين.. وكم من خير جاد به على عديدين.. لهذا سماه الناس باتفاق كامل، بسلطان الخير. حين كنت أتشرف برئاسة تحرير الندوة وبعد أن نجحنا بتوفيق الله من طباعة الجريدة بالألوان لأول مرة في تاريخها وكان ذلك مع بداية شهر رمضان المبارك لعام 1419ه تشرفت أنا ومجموعة من العاملين في تحرير الجريدة منهم الزملاء الأستاذ علي الزهراني نائب رئيس التحرير آنذاك، ومدير مكتب جريدة المدينة في مكةالمكرمة شرفها الله في أيامنا هذه، والزميل الأستاذ أحمد بايوسف رئيس تحرير الندوة حالياً وكان آنذاك مديرَ تحريرٍ ومشرفًا عامًا على مكتب المدير العام ورئيس التحرير، تشرفنا بلقاء الأمير سلطان رحمه الله في قصره في مكةالمكرمة ورغم وجود بعض المسؤولين الكويتيين الرسميين وآخرين من قطاعات حكومية عدة إلا أن اهتمام سموه بنا كوفد «الندوة» كان مؤثراً فقد أثنى على الجريدة وتطورها ومكانتها في نفسه كونها تصدر من مكةالمكرمة وبعد أن تناولنا طعام الإفطار على مائدة سموه رحمه الله وأنا أقدم له نسخة من العدد الأول الملون للجريدة كان لكلماته فعل السحر في نفسي باهتمام سموه ودعمه للندوة في تطورها وهو ما نقلته في حينه للإخوة الزملاء المرافقين الذين استبشروا بذلك خيرًا. * ويحكي لي أخي الأكبر محمد يرحمه الله وقد كان أحد رجالات قواتنا المسلحة منذ انضمامه إلى الكلية الحربية في الرياض وتدرجه في الرتب العسكرية حتى وصوله إلى رتبة عميد ركن مظلي كيف كان دعم الأمير سلطان رحمه الله لا محدود لكل قطاعات القوات المسلحة وكيف وجد محمد رحمه الله الدعم من سموه عندما سافر إلى فرنسا للتدريب على القفز الحر وتكوين فريق القفز الحر في القوات السعودية الذي شارك بعد ذلك في مهرجانات عالمية كبرى حقق فيها مراكز متقدمة والفريق اليوم مفخرة من مفاخر القوات المسلحة بفضل من الله ثم دعم الأمير سلطان رحمه الله. * الوطن من أقصاه إلى أقصاه يشعر بالفقد والحزن يعم أركانه فسلطان بن عبدالعزيز رحمه الله لم يكن عابراً بل رمزاً خالداً بما قدمه من أعمال وبما كان يتمتع به من نفس إنسانية رفيعة.