* رحم الله الزميل عدنان أحمد باديب رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، فقد كان رجلًا ذا قلب أبيض ونفس صافية وإيثار قل نظيره، عرفته وأنا بعد في مرحلة دراسية مبكرة، وهو اسم شهير في صفحات الندوة التي كانت تعتبر آنذاك صحيفة مدينتي الوادعة الطائف. * ثم بعد تشرفي برئاسة تحرير «صحيفة الندوة» تعرفت عليه أكثر وقد ناله من الزمن وأحواله الكثير، فبعد أن كان له الفضل على كثيرين وكان أول من نشر لهم إذا هم يتنكرون له بل يسعون إلى إقصائه. وتشرفت بمجاورته في السكن حين سكنت إلى جوار منزله الذي فقده مقابل نخوة رجولية وقف فيها إلى جانب أحد أصدقائه.. ومع الأيام ازددت قناعة أن عدنان يرحمه الله رجل شهم من الذين لا يعرفون حقًا لأنفسهم قبل حق الآخرين، وأنه خُلق ليسعى في مساعدة غيره أكثر من طلبه حقًا له. * كان يأتيني وهو يدافع عن هذا ويطلب شفاعة لهذا وبعض من يشفع فيهم كانوا من الذين يطالبونني في «خبث» إلى الاستغناء عنه وكنت بقدر تقززي من هكذا نفوس بقدر إكباري لأبي أنمار يرحمه الله. وحتى عندما أراد أن يتفرغ لرئاسة تحرير مجلة الغرفة التجارية في مكةالمكرمة شرفها الله كان كما عهدته رفيعًا في أخلاقه ولم يطلب سوى استمرار مقاله الذي كان يكتبه في الجريدة. * وعدنان كما وصفه رفيقه الأصدق الوفي الأستاذ محمد الحساني بقوله: «رأيت فيه الإنسان الحريص على مصلحة الآخرين قبل مصلحته وصاحب قلب كبير» هذا القلب وهذا الإخلاص كما أعرف هما أسباب تعبه في حياته إلا أن الحق سبحانه جعلهما ثروة يصعب تجاوزها حتى وإن حاول البعض الادعاء بحبه لعدنان بعد أن توفاه الله. * رحم الله عدنان باديب الإنسان الطيب القلب والنقي النفس وأعظم أجر ابنه وابنته. وأحسنت الزميلة الندوة، برئاسة الصديق أحمد بايوسف، في إفراد صفحة عنه فذلك أقل ما يُقدَّم له بعد كل ما عمله.