عندما قرأت عنوانا صحافيا يقول : والد توكل كرمان عضو الحزب اليمني الحاكم يقول : ابنتي قليلة الأدب ، ظننت لوهلة أنه يعلق على لقاء أحمد منصور بتوكل على خلفية نوبل ، حين قالت في سؤال عن السعودية : أن على السعودية ألا تلطخ يديها أكثر! لكن تفاصيل تصريح والدها كانت تخص فقط ( قلة أدبها ) مع الحزب اليمني الحاكم لا مع السعودية . و رغم أن كثيرين يرون أن فوز توكل بنوبل مؤشر على أن تلطخا ما يعتري أجندتها و آخرون يترنمون بفوزها بالجائزة و كأنها ( جابت الذئب من ذيله ) رغم وجود كثير من المناضلين و المناضلات من لهم إسهامات و تاريخ أطول و أنقى من تاريخ توكل الناشئ ، إلا أن الأهم من هذا هو التضمخ الحقيقي للأيادي السعودية مع اليمن و الذي تاريخيا ووثائقيا هو تضمخ بالعطاء و التسامح و حسن الجوار ، فمن يستطيع إنكار أو حصر المساعدات التي تقدمها السعودية لابناء اليمن الشقيق إلا من سفه نفسه و غيّب عقله ، و من يستطيع حصر عدد اليمنيين الذين يعملون بالسعودية معززين مكرمين والذين ساهموا في دعم التنمية والحد من البطالة في بلادهم ، و من يستطيع حصر عدد المتسللين عبر الحدود منذ الأزل الذين يمثلون خطرا حقيقيا على السعودية و اقتصادياتها و أمن شعبها ، و كيف ترد توكل على استقرار القاعدة على حدود اليمن مع السعودية و تهديدهم الصريح لأمنها و اعتداءات الحوثيين السافرة على حدنا الجنوبي ؟! الحق إن الفوز بنوبل و إن نشر غشاوته على أعين كثيرة أولها عيني توكل نفسها فإن الجائزة لا تشكل قيمة حقيقية لولا ما نحدثه من جلبة و ضجيج في تناقضنا الأليم حيال المنتج الغربي ، فنحن نستنكر و نشجب مواقف الغرب المتخاذلة مع قضيتنا الأم في القدس و نهلل و ننتشي حين نمنح ربع نوبل أو ثلثها ، و هي الجائزة التي منحت لمناحم بيجن على مذابحه في فلسطين و منحت لأوباما قبل أن يبدأ السباق . أختم بما قاله أحمد فؤاد نجم في جائزة نوبل : ( يبقى يا أما اللجنة دى بايظة .. أو لا مؤاخذة رئيسها حمار ) فأي فضل و أي فخر و أي قلة أدب هذه ؟!