لا تزال مشكلة ارتفاع منسوب المياه الجوفية تؤرق سكان مدينة جدة، وما يعانيه سكان حي الواحة شرق الخط السريع ليس عن ذلك ببعيد، إذ داهمت المياه الجوفية منازلهم وحاصرتهم وبدأت تنخر في بيوتهم مما أدى إلى سقوط بعض أسوار المنازل. ولم يخف السكان امتعاضهم من الوضع القائم، إذ إن المحاولات الحثيثة التي تقوم بها الجهات المعنية من خلال شفط المياه لم تجدِ نفعاً لأن منسوبها لا يلبث أن يرتفع مرة أخرى. «المدينة» وقفت ميدانيا على واقع الحال في الحي واستمعت إلى شكاوى المتضررين من هذه المشكلة والذين أوضحوا أنها ممتدة منذ فاجعة سيول جدة قبل عامين، وطالبوا المسؤولين في الجهات المعنية بالإسراع في معالجتها. وأضافوا متندرين: «يبدو أننا بحاجة إلى قوارب مطاطية للتحرك بين شوارع الحي، خاصة وأن ارتفاع منسوب المياه يصل إلى قرابة المترين في بعض الشوارع، بل وحتى داخل المنازل. حلول مؤقتة في البداية تحدث محمد الغامدي موضحا أن ارتفاع منسوب المياه الجوفية أضرّ بمنازلهم كثيراً، حيث وصلت المياه إلى داخل بيوتهم وتسببت في سقوط بعض أسوارها، وهناك منازل مهددة بالسقوط إذا لم يتم حل المشكلة - على حد تعبيره -. وأضاف بأنهم تقدموا بشكاوى لشركة المياه وأمانة جدة لإيجاد حلول ناجعة للمشكلة، ولكن جميع الحلول التي تم إتخاذها هي حلول مؤقتة سرعان ما ينتهي مفعولها وتعود المشكلة من جديد. وطالب الغامدي بالمتابعة المستمرة لمنسوب المياه وإيجاد آلية للتصريف، ريثما تتم معالجة المشكلة التي باتت تؤرق مضاجعهم لإنقاذ مايمكن إنقاذه من المساكن. ينبوع متفق طه إبراهيم أكد أن ارتفاع منسوب المياه حول منزله وصل إلى قرابة النصف متر، مما عرقل حركتهم في الدخول والخروج، وكذلك حركة السيارات في الشارع. وزاد متندرا: يبدو أننا بحاجة إلى قوارب مطاطية للتحرك بين شوارع الحي. وأضاف: المياه الجوفية لا تزال تخرج من تحت جدران المنازل وكأنها «ينبوع» - على حد وصفه-. وناشد المسؤولين من أجل حل المشكلة التي بدأت معالمها تظهر وتشوّه صورة الحي من خلال كميات الطين التي تعرقل حركة المواطنين داخله لقضاء حوائجهم مثل الذهاب إلى المسجد وخلافه. ولا يختلف حال سلطان عسيري عن سابقه حيث وصلت المياه الجوفية إلى «البدروم»، وهو يقول: «كلما قمنا بشفط المياه، تعود للتدفق مرة أخرى وبشكل أكبر، حيث وصل إرتفاع المياه داخل البدروم إلى قرابة المترين.