تواصل الحملة التوعوية التي تنظمها إمارة منطقة مكةالمكرمة نجاحاتها للعام الرابع على التوالي تحت شعار (لا حج إلا بتصريح)، الحج عبادة وسلوك حضاري، برعاية شخصية من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية. هدفت الحملة منذ انطلاقها قبل ثلاث سنوات إلى تكريس الالتزام بالتعليمات الخاصة بالحج، وعدم الحج إلا بتصريح رسمي من الجهة المختصة، وتكثيف الحملات على الوافدين المتخلفين، وكذلك القيام بحملات مراقبة ومتابعة على أصحاب الشركات والمؤسسات الوهمية التي تقوم بتنظيم خدمة الحج والعمرة دون تصريح رسمي. ومن أجل تحقيق هذه الأهداف استعانت الحملة بمجموعة من المناهج والأفكار لترسيخ مبادئها في أذهان المتلقي، فقيمة الحج لا تتمثل بصفته شعيرة فقط ولكن في الالتزام والسلوك والانضباط وانعكاسه على أخلاقيات المسلم وتعاملاته الحيوية مع من حوله.
النسخة الأولى الانطلاقة الأولى لمشروع الحملة عام 1429ه حملت عبارات واضحة الدلالة وقاطعة المعنى مصحوبة بصورة تعبيرية بهدف تفعيل سلوكيات الحج كما فرضها الله ومن بين العبارات: الحج سكينة، الحج مسؤولية، الحج ضيافة، الحج مساواة، الحج نظام، وقد اعتلت اللافتات التي تحمل هذه العبارات الأماكن العامة والشوارع والميادين. وفي هذا العام لفت وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور عبدالعزيز الخضيري إلى أن حملة “الحج عبادة وسلوك حضاري” جزء من استراتيجية وضعها سمو الأمير خالد الفيصل هدفها الوصول إلى العالم الأول ليس في الانجازات والمشروعات والطموحات فحسب، وإنما أيضا في خدمة الحجاج القادمين إلى هذه البلاد من كل حدب وصوب». وكانت الحملة نقطة التحول في تطوير وتعزيز الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام حين توسع الخطاب التوعوي ليخاطب وعي الحاج نفسه ليصبح مصدرا مسؤولا ومرتكزا أساسيا في تأصيل شعائر الحج كما ينبغي أن تكون، وفي النهوض بجودة الخدمات المقدمة لأنها في الأساس منه واليه، وليصبح هو الطرف الأكثر تأثيرًا وتجاوبًا في المعادلة، فمعرفة الحاج والتزامه بدوره مكنت الجهات المسؤولة من تقديم الخدمات، كما أن وصول الحملة إلى وعي الحاج ادى بدوره في تقليص عدد حملات الحج الوهمية بشكل ملحوظ. لم تركز استراتيجية الحملة على اشراك جميع الجهات المسؤولة وتطوير أدائها وأداء العاملين بها فحسب بل انتقلت إلى تبني مفهوم شمولي في تحقيق تكاملية الأداء وإشراك جميع المواطنين والقطاعات بمختلف خدماتها، اذ لم تعد الجهات الحكومية ذات العلاقة هي المسؤولة الوحيدة فقط عن خدمة الحج والحجاج بل أصبح الكل مسؤولًا تجاه نفسه أولا وتجاه الحجاج.
------------------------------------------------------------------------ النسخة الثانية
جاءت النسخة الثانية من مشروع الحملة عام 1430ه لتحقيق خطوات كبيرة وجديدة في اتجاه المشروع وبدت وكأنها تخاطب كل حاج على انفراد من خلال كلمات مباشرة وأكثر وعيا مثل: لسلامتك. لراحتك. لأمنك. لصحتك، من خلال أشخاص ينتمون إلى أهم القطاعات الخدمية المشاركة في خدمة الحجاج مثل الصحة والدفاع المدني والأمن. نجحت حملة «الحج عبادة وسلوك حضاري» في تحقيق المعادلة الأصعب وهي الوصول إلى المتلقي الشعبي وصاحب الجزء الأكبر في الكعكة التنموية والخطط الاستراتيجية المستدامة. وادى الانتشار الإعلامي الايجابي للحملة برسائلها المتعددة إلى تقليص عدد الحجاج المخالفين لأنظمة الحج ونسب الافتراش في حين كانت نسبة المواطنين والمقيمين بطريقة شرعية ضئيلة من بين الموقوفين او الذين أعيدوا إلى حيث أتوا. ولعل الانتشار الإعلامي الكبير الذي حققته الحملة التوعوية دليل على نجاحها في الوصول والتأثير في وعي الإعلامي نفسه واستشعاره بمدى أهمية الدور الذي يلعبه كمواطن وكإعلامي في خدمة أهداف الحملة وباعتباره وقودًا لتحقيق تكاملية الحج. ونشرت حوالى مائتين وخمسين مادة صحفية من تاريخ 24/10/2010م إلى 4/12/2010م في أهم الصحف المحلية والعربية ووكالات الأنباء الورقية والالكترونية وبنسبة توزيع تعدت 31.650.000 نسخة موزعة وبقيمة إعلانات مدفوعة بلغت 6.170.114 وإعلانات تحريرية بلغت 9.255.171 في حين يقدر عدد متابعي الأخبار 94.950.000 قارئ.
النسخة الثالثة أما النسخة الثالثة من مشروع حملة (لا حج بلا تصريح) عام1431ه فقد وضعت عددًا من المحاذير في بعض جوانبها مثل: ممنوع التنقل بالمركبات الصغيرة وممنوع الافتراش كما بينت أهمية الضيافة واستقبال ضيوف الرحمن من خلال عبارات مثل: أهلا بكم في مكة حيث الضيافة إيمان.. الترحيب تقرب إلى الله. وفي هذا السياق أكد الدكتور عبدالعزيز الخضيري وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة ورئيس اللجنتين التحضيرية والتنفيذية، أن حملة الحج عبادة وسلوك حضاري تركز على مفهوم التعامل الراقي مع ضيوف الرحمن والاستقبال من خلال الابتسامة التي ركز عليها أمير منطقة مكةالمكرمة. تعميق لغة الحوار
النسخة الرابعة اما النسخة الرابعة لمشروع الحملة التي يرعاها سمو الأمير خالد الفيصل أمير المنطقة رئيس لجنة الحج المركزية اليوم جاءت أكثر حرصا على تعميق لغة الحوار بينها وبين المستهدفين من الحملة حيث بينت استراتيجية الحملة أن من يحج بدون تصريح كمن يغتصب حق غيره من الآخرين وأوضحت في عبارة صريحة «لا تتعد على حق غيرك» «التصريح.. وسيلتك للحج». ووصفت الحاج غير النظامي كمن يتعدى على بيت غيره او يأخذ أموال غيره أو يأكل أكل غيره كما رصدت عددًا من السلبيات مثل: الافتراش، محذرة من عواقب هذا السلوك غير الحضاري كذلك ترك المخلفات مؤكدة أن النظافة سلوك من الإيمان. يشير الواقع الى ان أعداد الحجاج ستزيد بالنظر إلى الحجاج غير المصرح لهم فكل 200.000 حاج غير مصرح له يتطلب الامر 4000 حافلة وهذا ينعكس على ازدحام مروري حاد وتجمعات اكبر من الناس في الحرم وجسر الجمرات وازدياد في كميات المخلفات وخلل في توفير الموارد الأساسية مثل الطعام والماء والإيواء وكذلك نقص في الخدمات المقدمة للحجاج النظاميين وهو ما ينعكس في مزيد من الضغط على جهود الحكومة مما يؤدي إلى التقليل من جودة خدمات الشعيرة وتعطيل السلوك الحضاري المنظم.
خارطة الطريق ووضعت الاستراتيجية خارطة الطريق مثلت في عدد نقاط منها (الرؤى) وهي بناء برنامج توعوي متكامل يساهم في تفعيل المرتكز الثاني لاستراتيجية المنطقة والتي تهدف إلى الارتقاء بتنمية إنسان المنطقة ليبلغ وصف القوي الأمين ليتحقق على يديه النهوض بمستوى خدمات ضيوف الرحمن، كما تركز على تأصيل ثقافة تقديس البلد الحرام خلال موسمي الحج والعمرة لكل من ضيوف الرحمن ومقدمي الخدمة وكل المجتمع من خلال ثلاثة مرتكزات: الأول احترام المكان والزمان والثاني احترام الإنسان والثالث احترام النظام.
ركائز الحملة ولتحقيق أهداف الحملة يجب معالجة الكثير من السلبيات أهمها: غرس ثقافة خدمة الحاج والمعتمر (الحج عبادة وسلوك حضاري). الحجاج غير النظاميين (الحصول على تصريح الحج). المركبات الصغيرة (منع المركبات أقل من 25 راكبًا).