أكد صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل أمس أن هناك أدلة قوية على أن إيران وراء مخطط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير. ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن الفيصل قوله إن «كم الأدلة هائل.. ويظهر بوضوح مسؤولية إيرانية رسمية عن هذا. لابد وأن يدفع أحد في إيران الثمن». وكشفت معلومات نشرت على موقع «العربية نت» أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أعد فريقًا للاغتيالات بالتعاون مع وحدة خاصة في فيلق «القدس» التابع للحرس الثوري، مهمته تنفيذ اغتيالات في الخارج تستهدف معارضين إيرانيين بارزين وشخصيات إعلامية وسياسية عربية وأجنبية. يأتي ذلك، فيما حذر الاتحاد الاوروبي، إيران من عواقب وخيمة جدًّا إذا ثبتت تلك الاتهامات. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون: «نأخذ القضية ببالغ الجدية، وفي حال ثبتت الاتهامات فستكون لذلك عواقب وخيمة جدًّا». من جهته، اعتبر رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، الاتهامات الأمريكية «كاذبة»، وأن الهدف منها صرف الأنظار عن مشاكلها الداخلية والخارجية. وقالت مصادر إن نجاد وبعد أزمته الأخيرة مع الأصوليين والمرشد علي خامنئي، اقترح في اجتماع خاص مع المرشد أن تعود إيران مجدداً إلى تنفيذ اغتيالات في الخارج لقلب الطاولة على محاولات تغيير النظام في ظل اندلاع الثورات العربية التي باتت تقلق كثيرًا المرشد خامنئي، ومحاولاته لاحتوائها بإطلاق اسم «الصحوة الإسلامية» عليها، واعتبارها استلهمت من الثورة الإسلامية الإيرانية. وذكرت المصادر أن وحدة الاغتيالات الخاصة بفيلق «القدس»، تبنت تحريك خلايا خاصة منتشرة في العالم، إضافة إلى تجنيد متطوعين جدد لتنفيذ اغتيالات في الخارج في حال تكثفت الضغوط على سوريا - الحليف الاستراتيجي لإيران - لتغيير نظام بشار الأسد. وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية اتهمت إيران الثلاثاء بمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير، وذلك في إطار مؤامرة خططت لها ونظمتها وأدارتها ايران. وسارعت طهران إلى نفي الاتهامات الأميركية، وفقا لما جاء في رسالة قدمها سفيرها في الأممالمتحدة إلى الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون. وأعلن البيت الأبيض لاحقًا، أن الرئيس باراك أوباما أجرى اتصالا هاتفيًّا بالسفير الجبير للإعراب عن «تضامنه» معه. وجاء في بيان للبيت الأبيض أن الرئيس أشار خلال هذا الاتصال الهاتفي إلى أن الولاياتالمتحدة تعتبر أن هذه المؤامرة تشكل انتهاكًا فاضحًا للقوانين الأميركية والدولية، وأكرر التزامنا لتحمل مسؤولياتنا تجاه حفظ أمن الدبلوماسيين العاملين في بلدنا. وبحسب وزير العدل الاميركي اريك هولدر فإن الإيرانيين منصور عرب بسيار وغلام شاكوري متهمان بالمشاركة في هذه المؤامرة «بقيادة عناصر في الحكومة الإيرانية»، مؤكدًا أن الولاياتالمتحدة تتعهد بتحميل إيران مسؤولية هذه الأعمال. وأضاف هولدر أن «الشكوى الجنائية التي تم الكشف عنها تكشف مؤامرة دامية تقودها فصائل في الحكومة الايرانية لاغتيال سفير أجنبي على الأراضي الأميركية بواسطة متفجرات. وأوضحت وزارة العدل في بيان أن منصور عرب بسيار الذي يحمل الجنسيتين الأميركية والإيرانية اعتقل في 29 سبتمبر في مطار كينيدي في نيويورك. في المقابل لم يتم اعتقال غلام شاكوري العضو في فيلق «القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني والذي يشتبه بأنه خطط لاعتداءات في الخارج وتتهمه وزارة الخزانة بتقديم دعم مادي لطالبان ومنظمات إرهابية أخرى. ومثل عرب بسيار (56 عامًا) الثلاثاء أمام قاض فدرالي في نيويورك وأودع السجن. ولم ينطق المتهم بكلمة واحدة، وهو يواجه عقوبة تصل إلى السجن المؤبد. وأكد وكيل الدفاع عن عرب بسيار ان موكله الذي يحمل الجنسيتين الأميركية والإيرانية، سيدفع ببراءته في حال وجهت إليه التهمة رسميًّا. وبحسب وزارة العدل الاميركية فان عرب بستيار اعترف بمشاركته في المؤامرة المفترضة، وأقر بأنه جُنِّد ودفع وقاد رجالًا كان يظنهم مسؤولين كبارًا في فيلق القدس. وأحبط الاعتداء لأن عرب بستيار التقى مرارًا مخبرًا أميركيًّا كان يظنه عضوًا في كارتيل مخدرات مكسيكي، وقد عرض عليه الأخير تنفيذ عملية الاغتيال مقابل 1,5 مليون دولار. وبعدها حول عرب بستيار مبلغ 100 الف دولار إلى حساب مصرفي أميركي كدفعة أولى من أصل مبلغ المليون ونصف الميلون دولار. وبحسب المدعي العام في نيويورك بريت بهارارا فإنه لما قيل لأحد المتهمين في القضية إن التفجير سيتم في مطعم قد يكون فيه 150 شخصًا، أجاب المتهم: «هذا ليس بالأمر الخطير». وأشار مسؤول أميركي إلى أن محاولة اغتيال السفير السعودي كانت ستتبعها اعتداءات عديدة أخرى. إلى ذلك، وجهت الولاياتالمتحدة الثلاثاء، تحذيرًا إلى رعاياها والدبلوماسيين المعتمدين لديها من مخاطر تعرضهم لهجمات إرهابية بعد إحباطها مؤامرة إيرانية لاغتيال السفير السعودي في واشنطن على الأراضي الأميركية بواسطة متفجرات.