رعى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة المدينةالمنورة مساء أمس حفل افتتاح «ديوان المعرفة» وتدشين عدد من المشاريع والبرامج بمدينة المعرفة الاقتصادية، بحضور الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ورئيس اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصيّن، والأمين العام لهيئة المدن الاقتصادية مهنّد بن عبدالمحسن هلال، والمهندس سعود بن ماجد الدويش الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات السعودية، وعدد من أعضاء مجلس إدارة مدينة المعرفة الاقتصادية والشخصيات القيادية في القطاعين العام والخاص. كما رعى سموه توقيع اتفاقية التعاون المشترك بين مدينة المعرفة ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية تنفيذ شبكة المدينة الذكية (Smart City) مع شركة الاتصالات السعودية وتدشين برنامج «تنافسية المدينةالمنورة» بالاشتراك مع الهيئة العامة للاستثمار وشركاء التنافسية. ودشن سموه المقر الجديد لمتحف «دار المدينةالمنورة للتراث العمراني» في ديوان المعرفة، والذي يعد نواة لمتحف أو متاحف عدة في المستقبل القريب؛ ليكون لزوار المدينة فرصة أن يستمتعوا بما يحكي حضارتنا الإسلامية وسيرة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وتراث طيبة الطيبة. بوابة المدينةالمنورة وألقى رئيس مجلس إدارة شركة مدينة المعرفة الاقتصادية الدكتور سامي محسن باروم كلمة استعرض فيها نبذة عن مشروع مدينة المعرفة ركز خلالها على رؤية المشروع التي انبثقت من رؤية خادم الحرمين الشريفين وتوجيهاته الحكيمة التي تقتضي بأن يكون للمدينة المنورة نصيبًا وافرًا من المشاريع التنموية، مما يساهم في استمرارية نموها الاقتصادي وتفعيل مساهمة القطاع الخاص بصيغ اقتصادية مربحة تستفيد من خصائص المدينةالمنورة وقدرتها على استقطاب الاستثمارات والكفاءات الإسلامية من مختلف أنحاء العالم الإسلامي. وأضاف باروم «إننا نطمح أن تكون مدينة المعرفة بوابة المدينةالمنورة للمستقبل، خصوصًا وأنها على بعد دقائق من المسجد النبوي الشريف، كما أنها تقع بجوار محطة قطار الحرمين ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي. ويتميز موقع مدينة المعرفة أيضًا بترابطه مع أهم الطرق الرئيسية بالمدينةالمنورة؛ مما يسهل عملية الوصول منها وإليها من كافة أرجاء المدينة وخدماتها ومرافقها المختلفة». وأوضح «كما أن بناء المكان يتطلب الكثير من الوقت والجهد، فإن بناء الإنسان يستلزم توفير البيئة المناسبة والمقومات الأساسية، وهذا ما وضعناه نصب أعيننا وها نحن اليوم نحتفل بوضع لبنات متواضعة ولكنها طموحة في مشوار تطوير وإنجاز هذا المشروع». شبكة المدينة الذكية وشدد رئيس مجلس إدارة مدينة المعرفة الاقتصادية أن التقنية الحديثة ووسائل التواصل الإلكتروني تعد اليوم من أهم متطلبات البيئة المعرفية. ولذلك تم توقيع اتفاقية تنفيذ شبكة المدينة الذكية (Smart City) مع شركة الاتصالات السعودية بحضور سعادة المهندس سعود بن ماجد الدويش الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات السعودية وعدد من كبار التنفيذيين بالشركة، لتكون مدينة المعرفة بحق مدينة ذكية توفر لساكنيها وزوارها أرقى وأحدث المعايير والتقنيات في مجال الاتصالات والإنترنت. وأوضح المهندس سعود الدويش أن هذه الاتفاقية تمثل ترجمة حقيقية للأهداف المشتركة بين الاتصالات السعودية ومدينة المعرفة والرامية إلى تحقيق الاستفادة القصوى من خدمات الاتصالات وتقنيات المعلومات وتوظيفها لصالح مدينة المعرفة الاقتصادية بما يمكّن من إحداث نقلة نوعية كبيرة في أداء وإنتاجية هذه المدينة. وذكر الدويش أن الاتفاقية الموقعة تستمد قوتها من كون مدينة المعرفة تشكل أحد المشروعات الحضارية المتقدمة ذات الدور الفاعل في إرساء مجتمع معرفي، مؤكدا أن الاتصالات السعودية لن تدخر وسعًا في تهيئة كافة السبل لمدينة المعرفة لتتبوأ مكانتها بين المؤسسات الحضارية العلمية والتعليمة كونها تعد إحدى ثمرات توجيهات وتطلعات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- في تعزيز التنمية من خلال بناء مؤسسات تتماشى مع سياسة المملكة في تطبيق الحكومة الالكترونية في أوجه الحياة المختلفة. احتضان الفعاليات وأكد الدكتور باروم أن ديوان المعرفة هو مركز ثقافي حضاري يهدف إلى توفير بيئة مناسبة لاحتضان الفعاليات والمبادرات والبرامج العلمية والثقافية التي تثري وتنمي مهارات وقدرات أبنائنا وبناتنا. وتفعيلًا لهذا الهدف، تم خلال الحفل إطلاق جدول برنامج «تنافسية المدينةالمنورة» مع الهيئة العامة للاستثمار، وهو عبارة عن سلسلة من المحاضرات وورش العمل على يد خبراء من شركاء التنافسية والتي يتوقع أن تسهم في زيادة الوعي بأهمية تنمية روح المبادرة وخلق الفرص الاقتصادية والوظيفية. واستعرض الدكتور باروم جدول البرامج والدورات التي يعتزم معهد المدينةالمنورة للقيادة والريادة (التابع لمدينة المعرفة) تقديمها خلال العام 2012م والتي تتضمن عددًا من البرامج المتخصصة للقياديين والمدراء التنفيذيين في قطاعات الاتصالات والصناعة والمصرفية الإسلامية، بالإضافة إلى استمرارية عقد برامج تطوير المهارات القيادية والإدارية للقطاعين الحكومي والخاص. «تنافسية المدينةالمنورة» من جهته نوّه الأمين العام لهيئة المدن الاقتصادية مهنّد بن عبدالمحسن هلال بالأمر الملكي الكريم بإنشاء هيئة المدن الاقتصادية التي تقوم حاليا بالإشراف على تطوير المدن الاقتصادية ومنها مدينة المعرفة الاقتصادية وفقًا لتنظيم هيئة المدن الاقتصادية المتضمن العديد من المواد الهامة. وأوضح أن مبادرة «تنافسية المدينةالمنورة» تستهدف توطين مبادرات التنافسية التي تم إطلاقها من خلال منتدى التنافسية الدولي في منطقة المدينةالمنورة لرفع تنافسية الشباب في المنطقة من خلال التعريف بهذه المبادرات وعقد دورات تدريبية على مدار العام، والتي ستكون أولها الأسبوع المقبل من قبل شركة جوجل، بغرض تأهيل أكبر قدر ممكن من الشباب والشركات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة ورفع تنافسيتها بما يعود عليها وعلى الاقتصاد الوطني بالعديد من الفوائد المباشرة وغير المباشرة. شركاء المعرفة وأشار مهند هلال إلى تثمين وتقدير هيئة المدن الاقتصادية لجميع المساهمين والداعمين لمنظومة «شركاء المعرفة»والتي تضم العديد من الشركات والمنظمات الرائدة في مجالات التقنية والتمويل والإدارة مثل سيسكو، مايكروسوفت، جوجل، أبراج كابيتال، البنك الأهلي التجاري وتأكيد الهيئة على تقديم كافة التسهيلات التي يحتاجها شركاء المعرفة بما يكفل بإذن الله نجاح هذه المبادرات الوطنية الطموحة. تعزيز قيم الوسطية من جهته صرح الدكتور فهد السلطان نائب أمين عام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بمناسبة توقيع اتفاقية التعاون المشترك مع مدينة المعرفة الاقتصادية عن سعادته ومنسوبي المركز كافة بفتح هذا الأفق للتعاون مع مدينة المعرفة وما تقدمه من برامج وخدمات وتوسيع دائرة الشراكة المجتمعية لنشر وتعزيز ثقافة الحوار في المجتمع بصفة عامة وبين منسوبي المدينة والمستفيدين من خدماتها وزوارها وبرامجها، بصفة خاصة، لتعزيز قيم الوسطية والاعتدال والتسامح. وقد عبر عن سعادته بما رآه في مدينة المعرفة والتي تعد من المدن الذكية التي تركز على الاقتصاد المعرفي بكل جوانبه التعليمية والتقنية والبحثية والحضارية وغيرها. وتمنّى السلطان أن تكون مذكرة التفاهم والتعاون المشترك بين المركز ومدينة المعرفة أنموذجًا للتعاون بين المركز ومختلف مؤسسات المجتمع، وأن تحقق لنا جميعًا ما نصبو إليه خدمة لوطن الحرمين الشريفين وضيوفهما وزوارهما بما يعزز نشر ثقافة الحوار الوطني في المجتمع عمومًا ومجتمع طيبة الطيبة على وجه الخصوص.