يلفت نظر المارة كل يوم جمعة طابور من الزبائن المتطلعين إلى الحصول على "حصتهم" من اللحم الذي يباع في الهواء الطلق بحي كيلو 14 شرق محافظة جدة وسط غياب تام لبلدية أم السلم التى لا يبعد موقعها سوى أمتار معدودة عن السوق. الذبائح ملعقة في بسطات عشوائية، وأعين الزبائن تلاحق بدهشة شديدة يد عامل حاذق يجيد تقطيع أوصال اللحم حسب الطلب، فيما عامل آخر منشغل بسن السكين على المسن، وينتشر في الموقع جيوش من البعوض والذباب، فيما القطط تصول وتجول حول اللحوم المعروضة بسعر تنافسي يتراوح بين 25 إلى 40 ريالاً. ويقبل الأهالي على شراء هذه اللحوم مجهولة المصدر، في بيئة ملوثة تماما حيث أيادي العمال وملابسهم ملطخة بدماء الذبيحة وطاولات من خشب مهترئ تقطع عليها أوصال اللحم. من جهته حذر رئيس قسم صحة البيئة بالطب الوقائي في الشؤون الصحية بجدة الدكتور فهد فؤاد قمري من مغبة تناول هذه اللحوم المكشوفة وقال: "إن ذلك قد يؤدي إلى التسمم والإصابة بعدة أمراض مثل (السل، البروسلا، والديدان الشريطية)، خاصة إذا كانت معروضة في الغبار، ورغم محاولة الحصول على تعليق من مسؤول المركز الإعلامي في أمانة جدة بالإنابة نايف مشهور أكثر من مرة إلا أنه لم يتسن ل"المدينة" ذلك حتى إعداد التقرير للنشر.