سار مئات الأفغان في شوارع العاصمة كابول أمس عشية الذكرى العاشرة للحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة في أفغانستان ووصفوا الأمريكيين بأنهم قوة احتلال وطالبوا بالانسحاب الفوري للقوات الأجنبية. وتجمع نحو 300 من الرجال والنساء في الساعات الأولى من الصباح حاملين لافتات ورايات تتهم الولاياتالمتحدة بارتكاب «مذبحة» بحق المدنيين كما اتهموا الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بالعمالة والرضوخ لواشنطن. وكتب على لافتة رفعتها امرأتان محجبتان «احتلال - انتهاكات - وحشية» وكتب على أخرى «لا للاحتلال» كما أحرق العلم الأمريكي، ورسمت على لافتة أخرى صورة كرزاي كدمية على شكل قفاز توقع وثيقة عنوانها «تعهدات مقدمة للولايات المتحدة». واستمر الاحتجاج في وسط كابول نحو ثلاث ساعات ثم انفض سلميًّا. وقال حفيظ الله راسخ وهو أحد منظمي الاحتجاج: «عشر سنوات منذ الغزو وكل ما شاهدناه هو المعاناة وعدم الاستقرار والفقر في بلادنا». وكان من بين الصور البارزة في الاحتجاج صورة للجندي الأمريكي أندرو هولمز وإلى جواره جثة المزارع الأفغاني الشاب الذي قتله بالرصاص. وحكم على الجندي الأمريكي بالسجن سبع سنوات عن الجريمة التي وقعت عام 2010 . وشهد العام الحالي رقمًا قياسيًّا من القتلى في صفوف المدنيين. وعلى الرغم من أنّ المتمردين يتحملون 80 في المئة من هذه الحالات إلا أن القتل بأيدي جنود أجانب يفجر استياءً شعبيًّا. وتتحمل الولاياتالمتحدة النصيب الأكبر من النقد الموجه للوجود الغربي في أفغانستان. وصاح رجل في مكبر للصوت «سفك الدماء الذي أراه في هذا البلد هو نتيجة الغزو الأمريكي لأفغانستان. بعد رحيل الغزاة ستكون بلادنا آمنة». على صعيد آخر، قال مسؤولون أفغان إن قائد شرطة قتل في هجوم بقنبلة جنوبي البلاد، في حين لقي طفل حتفه عندما فتح مسلحون نيران أسلحتهم على حافلة ركاب في حادث منفصل أمس. وقال متحدث باسم الشرطة في إقليم أوروزجان إن والي خان، القائد الثاني بالشرطة المحلية، قتل في انفجار قنبلة لدى مغادرته منزله صباح أمس. بمدينة ترينكوت، عاصمة الإقليم. وأضاف إن نجل خان وحارسه أصيبا في الانفجار. وفي حادث منفصل، فتح مسلحون النار في وقت مبكر صباح أمس على حافلة ركاب بمنطقة جريسك في إقليم هلمند القريب حيث قتلوا طفلًا وأصابوا 15 شخصًا آخرين، بينهم أربعة أطفال وثمان نساء، بحسب ما أعلنه مكتب حاكم الإقليم.