تنطلق غدا الجمعة أولى جولات تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 والتي تعتبر الأكثر إنهاكا مقارنة ببقية الاتحادات القارية إذ تقام بنظام الدوري ذهابا وإيابا. وتشارك في التصفيات هذه المرة تسعة منتخبات في ظل غياب البرازيل التي ستستضيف المونديال للمرة الثانية في تاريخها. ورغم غياب البرازيل، تحتفظ أمريكا الجنوبية بأربعة مقاعد تأهيلية مباشرة إلى المونديال بجانب نصف مقعد يتنافس عليه الفريق صاحب المركز الخامس مع نظيره في التصفيات الآسيوية. ولم يتغير ترتيب الجولات منذ تصفيات 2002 ، حيث تلعب الأرجنتين مع ضيفتها وجارتها تشيلي في أبرز مواجهات الجولة الأولى، في حين تحصل كولومبيا على راحة بعدما اعتادت في المناسبات الثلاث الماضية استهلال مسيرتها باستضافة البرازيل. وترتفع أسهم المنتخب الأرجنتيني لحسم معركة التأهل سريعا خاصة في ظل غياب البرازيل ومع توفر عدد كبير من اللاعبين الأكفاء تحت إمرة المدرب أليخاندرو سابيلا الذي تولى المسؤولية بعد إقالة سرخيو باتيستا إثر الإخفاق في كوبا أمريكا. وسيحمل النجم ليونيل ميسي شارة قيادة الأرجنتين خلال التصفيات للمرة الأولى على أمل أن يظهر بنفس المستوى الذي اعتاد تقديمه مع فريق برشلونة الإسباني. ورغم سهولة المهمة، يخشى الأرجنتينيون إهدار النقاط السهلة مثلما حدث في التصفيات الماضية حين اضطر الفريق للانتظار حتى الجولتين الأخيرتين لإعلان تأهله. وتعقد الجماهير الأرجنتينية آمالا كبيرة على الفريق الحالي لتحقيق اللقب العالمي الثالث بعد إنجازي 1978 و1986 خاصة وأن الكأس القادمة ستكون ذات مذاق خاص إذا انتزعها راقصو التانجو في عقر دار البرازيل. وفي المقابل، يبدو منتخب أوروجواي بطل كوبا أمريكا للمرة الخامسة عشرة في تاريخه مرشحا بقوة للتأهل تحت قيادة المدرب أوسكار تاباريز الذي حقق مع الفريق العام الماضي للمركز الرابع في كأس العالم. ويمتلك تاباريز كتيبة هجومية من طراز رفيع تتألف من دييجو فورلان (إنتر ميلان) وإدينسون كافاني (نابولي) ولويس سواريز (ليفربول)، فضلا عن عناصر خبرة في بقية الخطوط مثل قلب الدفاع دييجو لوجانو (باريس سان جيرمان). واعتادت أوروجواي، بطلة العالم عامي 1930 و1950 ، احتلال المركز الخامس في آخر ثلاث تصفيات، فنجحت في اجتياز الملحق في 2002 و2010 وبلوغ النهائيات، بينما أخفقت في 2006 أمام أستراليا. ومن جانبها، تبحث تشيلي عن الظهور المونديالي التاسع والثاني على التوالي بعد أن بلغت دور الستة عشر في مونديال جنوب أفريقيا مع المدرب الأرجنتيني مارسيلو بيلسا. وتستعين تشيلي بمدرب أرجنتيني آخر في هذه التصفيات هو كلاوديو بورجي الذي سيحرم في الجولات الأولى من الاعتماد على نجم برشلونة ألكسيس سانشيز بسبب الإصابة. وبالمثل، تبحث باراجواي عن تاسع ظهور مونديالي بعد طي صفحة مدرب أرجنتيني آخر هو خيراردو مارتينو الذي قاد الفريق لأفضل نتائجه في كأس العالم ببلوغ ربع النهائي في جنوب أفريقيا، كما بلغ نهائي كوبا أمريكا. ولجأ مدرب باراجواي الجديد فرانسيسكو أرسي إلى استبعاد عدد من الوجوه المألوفة مثل هداف بوروسيا دورتموند الألماني لوكاس باريوس، والمدافع أنطولين ألكاراز لاعب ويجان الإنجليزي. أما بيرو التي ظهرت في المونديال أربع مرات آخرها عام 1982 ، فتتفاءل خيرا تحت قيادة المدرب الأوروجوائي المخضرم سرخيو ماركاريان الذي قاد الفريق إلى نصف نهائي كوبا أمريكا الصيف الماضي. ومن المنتظر أن يعتمد ماركاريان بشكل أساسي على من تعرفهم الصحافة المحلية ب»الخارقين الأربعة» وهم ثنائي الهجوم كلاوديو بيزارو وباولو جيريرو، بجانب الجناحين جيفرسون فارفان وخوان فارجاس. وما زالت كولومبيا تبحث عن الظهور المونديالي الخامس والأول لها منذ عام 1998 حين تأهلت للمرة الأخيرة مع النجم السابق كارلوس فالديراما الذي لم تنجح الأجيال التالية في تعويضه. وتعتمد كولومبيا في هذه التصفيات على هداف من طراز نادر هو راداميل فالكاو لاعب أتلتيكو مدريد الإسباني والذي تكلفت صفقة ضمه من بورتو البرتغالي الصيف الماضي 40 مليون يورو.وتبدأ الإكوادور مرحلة جديدة مع المدرب الكولومبي رينالدو رويدا الذي قاد هندوراس إلى التأهل لمونديال جنوب أفريقيا الماضي في مفاجأة كبيرة. ويقوم رويدا بعملية تجديد دماء الفريق الإكوادوري الذي تأهل للمونديال مرتين من قبل عامي 2002 و2006 في عهد أسماء كبرى معروفة مثل أوليسيس دي لاكروز وأجوستين ديلجادو وأليكس أجيناجا. وأخيرا، تظل فنزويلا في دائرة الترشيحات رغم تأهلها للمونديال من قبل إذ نجح مدربها الحالي سيزار فارياس في بلوغ نصف نهائي كوبا أمريكا العام الجاري.