أدان عدد من أئمة المسجد الحرام الأعمال الإجرامية التي شهدتها مدينة العوامية بالقطيف. وأكدوا أن هذه الأعمال بعيدة كل البعد عن جوهر الإسلام ونبل مقاصده ولا يمثل أخلاقيات المسلمين وحسن سلوكهم. وطالبوا بتكثيف الجهود وتنسيق الأعمال لإبراز القيم الإنسانية والحضارية التي يزخر بها ديننا الإسلامي الحنيف، مع الجد في معالجة صور التناقض والازدواجية التي تعيشها الأمّة في كثير من مجالاتها السياسية والاقتصادية والإعلامية، والعمل على تجفيف منابع الشر في الأمة في ظل تداعيات العولمة العارمة التي يوشك أن تأتي على بنيان ثوابت أمتنا من القواعد. في البداية استنكر فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس إمام وخطيب المسجد الحرام وأستاذ الدراسات العليا بجامعة أم القري الأحداث الإجرامية والتخريبية التي شهدتها مدينة العوامية بالقطيف، مؤكدًا أن الإسلام الحق بريء من ذلك كله فنصوصه الشرعية وآدابه ومقاصده المرئية جاءت بتحريم إزهاق الأرواح وتدمير الممتلكات والاعتداء على الأموال والحقوق والسعي في الأرض بالفساد. وقال ان الإنسانية بلا معتقد صحيح، والبشرية بدون شرع قويم، تتحول إلى أسراب من السباع الضارية والوحوش الكاسرة يتسلط قويها على ضعيفها في حياة ملئها الاضطراب والفوضى، وهكذا كانت حياة الناس في الجاهلية، وهكذا يصبحون عند غياب المبادئ السامية والقيم الرفيعة والمثل العليا وتغلب سلطان الهوى على نور الهدى وتفشي مسالك الغدر والبغي والطغيان والظلم والتسلط والعدوان في كل زمان ومكان، إن الدين الحق يكبح جماح الشهوات ويُهذِّب الغرائز والنزوات، ويسلك بأتباعه طريق الخير والبر والمكرمات، ويدل على الهداية والفضيلة وينأى بأهله عن سُبل الغواية والضلالة والرذيلة، إنه دين يفيض رحمةً وعدلًا وأمانًا وينضح خيرًا وسلامًا وحنانًا، من مقاصده العظمى حفظ الدين والأنفس والأموال والأعراض والعقول. وتساءل ماذا يريد هؤلاء؟ وما أهداف أولئك؟ ومن يقف وراءهم؟ ولمصلحة من يتحركون؟ وأين عقلاء الخليقة وشرفاء العالم عن تطاير شررهم؟ فإن لم يتداركوها يكون ضرامها جثثا؛ أي دين وعقل وعرف يقرّ هذه الأعمال الشنيعة بل أين المروءة والرحمة والإنسانية عند هؤلاء، أي قلب هذا الذي يستهين بالأنفس والممتلكات وأي عقل هذا الذي يقدم على الإضرار بالآمنين قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا). واضاف: لا بد من العمل على تكثيف الجهود وتنسيق الأعمال لإبراز القيم الإنسانية والحضارية التي يزخر بها ديننا الإسلامي الحنيف، مع الجد في معالجة صور التناقض والازدواجية التي تعيشها الأمّة في كثير من مجالاتها السياسية والاقتصادية والإعلامية، والعمل على تجفيف منابع الشر في الأمة في ظل تداعيات العولمة العارمة التي يوشك أن تأتي على بنيان ثوابت أمتنا من القواعد. من جهته أكد فضيلة الشيخ الدكتورأسامة عبدالله خياط إمام وخطيب المسجد الحرام أن هذه الأرض قد أصلحها الله تعالى أتم الإصلاح برحمته ونعمته، وفضله على خلقه، حين أراد بهم رشدًا، فأرسل إليهم رسله، وأنزل عليهم كتبه متضمنة من البينات والهدى ما تكفل لهم به سبحانه من أسباب السعادة في العاجلة والآجلة، وعدًا منه حقًا، لا يتخلف ولا يتبدل؛ فصلحت بذلك هذه الأرض صلاحًا هو غاية الصلاح وأكمله وأنفعه وأبقاه، بل لا صلاح في الحقيقة إلا هذا الصلاح التام الشامل الذي جاء به هذا الدين في كل عقيدة من عقائده، وفي كل شرعة من شرائعه. وأضاف انه لا عجب إن كان الإفساد في الأرض بعد إصلاحها أعظم الإفساد وأقبحه، وأشده إيغالًا في الشر وإمعانًا في النكر؛ لأنه من أعظم المحاداة لله ورسوله والمحاربة لهما؛ ولأنه نقض للمنافع البينة، وهدم للمصالح الثابتة، وزعزعة للقواعد القويمة التي ابتنيت عليها بنيان الأمة العقدي والتشريعي الراسخ، وقام عليها كيانها الأخلاقي القوي المتين؛ ولأن من يبوء بإثم هذا الإفساد إنما يسن بما يصنع سنة سيئة يتبعه عليها غيره، وبئست السنة، وقبحت الطريق، وساء السبيل.