يعد قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله _ حفظه الله _ بالسماح للمرأة بالمشاركة في مجلس الشورى وترشيحها لعضوية المجالس البلدية ومنحها حق الترشيح للمنتخبين يعد من القرارات الحكيمة في إطار ثوابت الشرع وستضطلع المرأة على أثره بمسؤوليات ومشاركات فاعلة مع الرجل في مسيرة التنمية والعطاء وخدمة الوطن والمواطن. كما أن توجه المليك أيده الله يدل على بعد رؤيته ورعايته لشأن المرأة في إعطائها حقها حتى أصبحت مؤهلة لمشاركة الرجل في النهوض بالوطن من خلال الدور الشوري كما أن وجودها في مضمار المشاركة السياسية سينعكس ايجابياً على الكثير من الأعمال التي ستدلي فيها برأيها وليس في الشأن النسائي فحسب بل في كل الشؤون إذ أن في بلادنا من النساء المؤهلات الجديرات والقادرات على المشاركة الفاعلة في نهضة الوطن.. وما صدر من مبادرة ليست غريبة على مليكنا المفدّى فقد تعودنا منه القرارات الحكيمة التي تعنى بشؤون المواطنين والمواطنات واستشرافه لمستقبل مشرق للوطن ..وقد جاء قراره الحكيم ليعيد للمرأة دورها المهم في المشاركة والذي كفله لها الإسلام فقد كان لها العديد من الأدوار والحضور في عهد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين وعلى مر العصور والتاريخ يسجل الكثير من الأمثلة على ذلك. كما أن خطاب الملك يحفظه الله قد عطّر أريجه مجلس الشورى الموقر ورسم سياسات مهمة واستشرف المستقبل في العمل الوطني الذي يضطلع به المجلس في مختلف الميادين فالخطاب كان شاملا وضافياً وكان تكريما حقيقياً للمرأة . وسوف يسجل هذا التاريخ انطلاقة العمل الشورى وتفعيل دور المرأة والاستفادة من علمها وفكرها وخبرتها ورأيها فيما يخدم المجتمع واعتبارها الشريك الرئيس في لوحة الانجاز التي سطرتها هذه البلاد وأسال الله لها التوفيق في أداء الأمانة الموكولة إليها وأن تكون عند حسن ظن خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله . وقد واكب فرحة الاحتفاء بيوم الوطن صدور هذا القرار التاريخي من المليك المفدى أيده الله لتتوالى الأفراح على هذا الوطن .. أرض العطاءات وموطن الخير أسأل الله أن يديم عليه أمنه وأمانه وقيادته. بقي أن أشير إلى أننا نأمل أن تكون المشاركات في مجلس الشورى من المؤهلات القادرات على التفاعل والمشاركة وليس الحاضرات للاستماع والتنظير ويكون تمثيلهن حضور تكليف لا حضور تشريف فحسب.