حسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كل النقاشات حول دور المرأة في المجتمع، وحقها في تبوؤ أعلى المناصب الحكومية، عندما قرر مُشاركة المرأة السعودية في عضوية مجلس الشورى في دورته الخامسة المقبلة، كما أعطاها الحق في الترشّح للمجالس البلدية، فحرمانها من هذا الحق هو حرمان لها من أهم حقوقها الطبيعية التي يحظى بها الرجل.. وهو حق المواطنة. لقد أوفى الملك عبدالله بكثير من وعود التغيير على مستوى الوطن، وننتظر القادم من الإصلاحات. وحظي مجلس الشورى بنصيب في التغيرات التي أخذت بها المسيرة الإصلاحية لخادم الحرمين الشريفين منذ تسلم الحكم، بل وقبلها عندما كان وليًّا للعهد. وربما هي فرصة أن أشير -هنا- إلى أنني كنتُ عضوًا في مجلس الشورى، وأستطيع أن أؤكد -من خلال تجربتي السابقة- أن هذا المجلس في إطار ما لديه من صلاحيات ومسؤوليات يقوم بدورٍ متنامٍ في السياسة السعودية يضاهي -إن لم يتجاوز- كثيرًا من المجالس والبرلمانات المشابهة في الجوار الجغرافي للمملكة. ورغم ذلك فقد كان لي -ومازال- بعض الملاحظات على عمله وصلاحياته ومنها: • أن يكون لمجلس الشورى دور في التصدّي لقضايا المجتمع، ومناقشتها مع الأجهزة المعنية. ويأتي في قمة المهام محاربة الفساد، الذي يعتبر أكبر عائق في طريق الإصلاح. • أن تكون مراقبة الأداء الحكومي من المهام الرئيسة لمجلس الشورى، ويكون له استدعاء أعضاء الحكومة مباشرة ومناقشتهم. وأخيرًا أؤكد على أهمية الدور الإعلامي لعضو مجلس الشورى. وضرورة توثيق علاقة المجلس بأجهزة الإعلام، الأمر الذي يساعد على تفهم الناس لدور مجلس الشورى، ومهام أعضاء المجلس. وأرى أن مساهمات بعض أعضاء مجلس الشورى الموقر، بالرأي من خلال الكتابة، أو المقابلات التلفزيونية في البرامج المحلية، أو الفضائيات الخارجية، هي إسهامات هامة.. خاصة إذا ما أضافت جديدًا إلى ما يعرفه المتابعون لأعمال وإنجازات المجلس، أو عامة الناس. أمّا بالنسبة لحقوق المرأة، فعلى الرغم من تقدم وضعها تعليميًّا، ووجود فرص وظيفية واسعة لها في مجالات عديدة، فإن الثقافة التي سادت في المجتمع أعادت طرح النظرة القاصرة لدور المرأة، وساهمت في تهميش دورها الحيوي في المشاركة في مشاريع التنمية، بل تكريس النظرة السلبية للمرأة بصورة أسوأ ممّا كانت عليه في العقود السابقة. لذا فإن قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وضع المرأة في الطريق الصحيح لنيل كافة حقوقها كمواطنة لها نفس الحقوق التي لشقيقها الرجل.