بقيت الحمائم السعودية في أقفاص الحَجْر والوصاية والانتقاص والتحجيم زمناً طويلاً، حيث حُرمت من التحليق وحُوصرت بعوازل الصوت، وحُرمت البلاد من نصف ثروتها البشرية، وعُطّلت نصف قدراتها الوطنية، إلى أن صدع الوالد الحبيب أبومتعب بالكلمة الفصل والموقف الحسم، ومنح ثقته لبناته في أرقى المناصب وأكبر المسؤوليات، واستمرت رعايته الكبيرة واهتمامه البالغ يفتحان كل باب موصد فشرع المدى أمام السعوديات، ليتسلمن زمام المسؤولية التاريخية، في نيابة الوزارة واستشارتها وإدارة الجامعات وريادتها ثم في عضوية الشورى والمجالس البلدية، متيحاً لهن فرص الشراكة الفعلية في بناء الوطن، مستثمراً قدراتهن وطموحاتهن في مشروعه الإصلاحي الكبير الذي يصممه بنظرة تقرّب البعيد، وفكر يعرف ما يريد، وينفذه في تسارع سلس ونهضة قياسية، ليبقى دوماً - أن يليق الشعب بهذا الملك العظيم، وأن يبر الأبناء السعوديون بوالدهم الكريم، وأن تثبت بناته أنهن عند ظنه الجميل وأهلاً لثقته العزيزة، وكما قال -حفظه الله- لا عذر اليوم لأحد، فقد فتحت الأبواب الموصدة، وحُطّمت القيود المفتعلة، ورُفعت الأقفاص عن العصافير لتنطلق وتملأ السماء بهجة والوطن تغريداً، ليس غريباً على خادم الحرمين هذه القرارات التي تبث الثقة في المرأة السعودية وتدفع المجتمع السعودي لتحديث رؤاه وتحفيز طموحاته، واستثمار ثرواته البشرية المعطلة، فهو دوما -حفظه الله- خلف كل بشرى جميلة ومنجز عظيم، ومعه وبقيادته -بحول الله- ستثبت المرأة السعودية كونها أهلاً لشرف ما قلدها، وأنها تستحق أن تكون الشريك الحافز والفاعل في بناء الوطن وصناعة القرار، شكر الله لخادم الحرمين الشريفين تكريمه للمرأة وإنصافه لها ورفقه بها، ودام الوطن شامخاً ببناته وأبنائه البررة.