ربما خَفَقَ القَلْبُ حُبَاً نحو قريبٍ أو غريب، وربما حاصركَ العَقْلُ بأسئلته في رغبةٍ ملحةٍ منه لمعرفة الأسباب لهذا الشعور الذي امتلأت دواوين الشعراء وروايات الأدباء تصفه وتتغنى به ألماً وأملاً عبر عصور التاريخ، ولابد من إجابات مقنعة على هذه الأسئلة وإلا سيرفض ما يسميه القلب حُباً ويصفه بالوهم أو المستحيل وسيدخل الاثنان صراعاً ينتصر فيه من له سلطان على صاحبه. ولو بحثنا عن وصف لهذا الشعور لما وجدنا أجمل مما قاله شاعر الحب نزار: «هُوَ أن تَظَلَّ على الأصابع رعشة وعلى الشفاه المطبقات سُؤالٌ هو هذه الكفّ التي تغتالُنا ونقبلُ الكفَّ التي تغتال»! إلا أنني أعترف أنني أعيش وأتنفس قصة حُبٍ مختلفة تماماً عن ذاك الوصف، قِصّة حب كُتبت وبدأت قبل ميلادي، إنها من قصص الحب الأبدي، نوع آخر من الحب لن تجده في قصائد نزار قباني الذي أبدع في وصف الحب ولا روايات الحب أيّاً كان مؤلفوها لأن معاني الحب لديهم تسقط وتتهاوى أمام معاني الحب في قصتي ومع من أحب وقد تتساءلون من هو؟ وكيف لكِ أن تطلقي الحكم على قصتكِ بالأبدية؟ وأي نوع من قصص الحب تكون؟ ولست ألوم أحداً، فمن يعرفه حقاً ليس له أن يسأل. إنه الودود، خالق الحب، فالحب له وفيه ومن أجله، قلبي وعقلي مفطوران على حتمية وجوده في حياتي وهما في سلام أبدي، فمحبته تمنح النفس سكينة واطمئنانا، فأنا مأسورة بأفضاله، يعلم ما في خاطري، أبُثُّه همومي وأسراري، يغفر لي نسياني وعصياني فهو الغفور الودود، آمالي معلقة به ولن يخذلني، فأنا عاجزة عن شكره مُقصّرة في عبادته، وليس لي إلا أن أناجيه وحده (يا مالكاً قلبي!). هبة العبادي – جدة