الجرس الأول: وطن.. وطن.. وطن.. كلمة عذبة يترنم بها اللسان ويحييها الإنسان وتحتاجها كل الكائنات حتى الحيوان، فمن منا لا يعشق هذا الوطن بالذات وطن «الرسالة المحمدية» وطن «الحرمين الشريفين» الذي تشرف بانطلاقة الأنوار الإسلامية لكل أنحاء العالم، هذا الوطن محور ومركز العالم يقع تحت كعبته المشرفة، والتي شرفنا نحن أبناء هذه البلاد الطاهرة بخدمته وخدمة مسجد رسوله عليه الصلاة والسلام بل تشرفنا جميعاً حكومة وشعباً بخدمة الحرمين الشريفين وضيوفهما الكرام. وطن تَشرَّف بمولد هادي البشرية عليه الصلاة والسلام، وتوارثنا عنه هذا الإرث العظيم الذي أكرمنا الله به دون العالمين. أليس وطن جدير بالعشق اللا متناهي؟ أوليس الأولى دون سائر بلاد العالمين بكل ما هو جميل من الأعمال الخيرية تجاه أبناء الأمة الإسلامية. وطن انبثق منه شعاع النور لينير دياجير الظلام في العالم كله، ويدعوهم لعبادة إله واحد لا شريك له، أليس جديراً بأن نحتفي به كل عام، بل كل شهر بل كل لحظة وثانية، وطن القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة التي عممت السلام لكل من أراد السلام والاستسلام لله وحده لا شريك له فهل لا نحتفي به إلا يوماً واحداً في السنة؟! الجرس الثاني: وطن.. وطن.. وطن.. نحتفل بيومه وليلته وساعاته ودقائقه وثوانيه ونحن في قمة الزهو والفخر لِمَ لا؟ ألسنا ورثة سادة الدنيا الذين سيّدهم الله بدينه وهدايته ونعمته؟ ألسنا أحفاد الصحابة والسلف الصالح الذين لازالت الأرض المباركة تحفظ مواطئ أقدامهم الكريمة، هذا السلف الصالح التابع لخطوات هادي البشرية والخلفاء الراشدين وخيار الأمة الذين كان لهم شرف التكليف بإنارة عقول العالم كله وتخليصها من الشك والشرك إلى وحدة الألوهية لله وحده لا شريك له.. وطن توارثنا حبات ترابه ألا يستحق الاحتفاء به والافتخار بجباله وهضابه وشجره وحجره وقبل كل هذا إنسانه الذي كان يستحق هذا الشرف العظيم، ونسأل الله أن يحافظ الجيل الحالي والقادم على هذه المكاسب والنعم الربانية التي حظينا بها دون سائر عباد المسلمين، فالحفاوة به محكومة بضوابط دينية واجتماعية وأخلاقية فما هي يا ترى؟ إنها المواطنة الحقة الصادقة الطاهرة التي لا تشوبها شائبة، ولا تؤثر فيها عوامل الفساد المالي والإداري والأخلاقي، هذا جزء من الاحتفاء بوطن عظيم ليس ككل الأوطان لِمَ لا؟ أليس هذا الوطن وطن كل المسلمين الذين تهفوا قلوبهم إليه في اليوم الواحد خمس مرات وتتعاظم أشواقهم لزيارته لأداء شعائر الحج والعمرة من كل أنحاء العالم، أليس وطن ليس كالأوطان؟! الجرس الثالث: وطن.. وطن.. وطن.. كرمنا الله بخدمته حكومة وشعباً، وتوحدنا شعوباً وقبائل تحت سمائه، وفوق ترابه وبين جنباته، تحت راية التوحيد التي كانت ولا زالت فخر لحكومة خادم الحرمين الشريفين منذ أن وحّد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- هذه الأرض الطاهرة تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، والتف الجميع تحت لوائها، وساهموا بالحال والمال في لمِّ شملها، وإيقاف نزفها لتكون هذا الوطن الشامخ الذي يتمدَّد على أكبر رقعة في الجزيرة العربية؛ لينعم المواطن والوافد والزائر والأخ والصديق بنعمة الأمن والأمان والرزق والخير الوفير بحول من الله ومِنّةٍ مِنْه، حيث فجر الأرض بالخيرات تحت أقدام أبنائها ليتم بناء وطن كبير كبلادي المملكة العربية السعودية.. هذا الوطن الحاضن لكل المسلمين بدون تمييز في اللون والعرق والشكل والمسمى، فكلنا والحمد لله مسلمين، مسلمين لله وحده بالوحدانية والألوهية، والحمد لله أننا مسلمون سعوديون. خاتمة: الاحتفاء بالوطن يعني الالتزام؟!!!