في الأسبوع الفارط تناولتُ تحت عنوان: «عيب علينا»، أوضاع المدارس في محافظة جدة، وصنوف المعاناة التي تكبّدها مديرو تلك المدارس، التي ما برحت تخضع لأعمال الصيانة والترميم، والتي ناهز عددها ال (11) مدرسة، وليس ثمة إطار زمني لمعرفة نهاية أعمال الصيانة تلك!! فالطلاب والطالبات جرى تحويلهم إلى الدراسة المسائية في مدارس أخرى، والتي عادة تبدأ قبيل منتصف النهار (11.30) صباحًا أي قبل موعد النداء لصلاة الظهر ب(50) دقيقة، وتنتهي الدراسة بعد صلاة العصر (4.30)!! بالطبع تحويل طلاب وطالبات المدارس إلى مدارس بديلة؛ ممّا ترتب عليه تغيير البُعدين المكاني والزماني (مكان المدرسة «موقعها»، ووقت الدراسة من صباحي إلى مسائي) شكّل عبئًا كبيرًا، وضغوطًا نفسية هائلة على الطلاب والطالبات، وأولياء الأمور معًا. إن ما حدث في بدء هذا العام الدراسي سيناريو يتكرر في كل عام؛ ممّا يشي إلى سوء الإدارة، وضعف الرقابة، وغياب المتابعة، وأن كل ما قرأناه ونقرأه عن الجاهزية والاستعداد لانطلاقة عام دراسي مفعم بالأمل، مترع بالعمل، لا يمتُّ للواقع بِصِلَةٍ، وما هو إلاَّ للاستهلاك الإعلامي وحسب!! أمّا ما يتعلّق بزيارة سمو وزير التربية والتعليم لمدرسة الفاروق المتوسطة (الرائدة)، كونها فخر الموجود، كنا نتمنى أن يقابلها -أيضًا- زيارة الوزير لمدرسة (أبي أمامة الباهلي) في البوادي، أو مدرسة (الملك عبدالعزيز) في البغدادية، أو ثانوية (أبي اسحق) بشارع جاك، أو (المهاجرين)، أو (ثانوية النهروان)، ليرى كيف تتحوّل المباني المنزلية، (والهناقر) إلى مدارس جاذبة للاكتئاب، وقاتلة للإبداع، بل ومحرّضة على العنف أحيانًا. مجلة (المعرفة) التي تبنّت إصدارها وزارة التربية تتحدث في عددها الأخير عن التعليم في دولة آسيوية هي (.....)، وتنقل للقارئ تجربة هذه الدولة التي نهضت في أقل من 30 سنة إلى مصاف دول العالم الأول، هل يا ترى بمقدورنا الحديث عن تجربتنا التعليمية المتعثّرة، رغم الحديث النظري عن التطوير والتغيير، الذي لم يزل يراوح في مكانه؟!