طالب عدد من مرضى الفشل الكلوي بسرعة تفعيل قرار مجلس الوزراء الذي يتضمن إعفاء المعوقين الذي يدخلون ضمن تصنيفات الإعاقة المعتمدة في المملكة من رسوم التأشيرة والإقامة الخاصة للسائق والخادمة والممرضة، وأشاروا إلى ضرورة رفع مستوى الخدمات المقدمة لهم من خلال مركز الكلى بمحافظة جدة، لافتين إلى عدد من الملاحظات في مقدمتها الحاجة إلى الانتقال للمبنى الجديد والذي طال انتظاره منذ أمد بعيد، تغيير أنابيب الغسيل «الديلزة»، حسن التعامل مع المرضى، وتحسين مستوى النظافة. من جانبه أكد مدير المركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور فيصل شاهين عدم رضاه عن الخدمات المقدمة لمرضى الغسيل الدموي في ظل تأخر قرار تنفيذ التوصيات التي رفعتها جمعية الامير فهد بن سلمان الخيرية لمرضى الكلى للجنة المشرفة على تنفيذ تلك التوصيات حسب خطة مرحلية، ملمحًا إلى انه سيكون في كامل الرضى عن هذه الخدمات في حال تنفيذ التوصيات المرفوعة كاملة. شكاوى المرضى «المدينة» قامت بجولة ميدانية في مركز الكلى بمستشفى الملك فهد بجدة رصدت خلالها معاناة المراجعين واستمعت إلى شكاواهم واحتياجاتهم، وخاطب أحدهم - فضل عدم ذكر اسمه لكثرة تردده على المركز - مدير المستشفى عبر «المدينة»، مطالبًا إياه بأن يطلع على شكاوى ومعاناة المرضى في المركز، وإعطاء مواعيد مناسبة للغسيل حسب ظروف كل منهم، موضحا في هذا الشأن «الملاحظ أن مواعيد الغسيل للمرضى السعوديين كلها بعد منتصف الليل ومتأخرة جدا، فيما مواعيد غير السعوديين في أوقات مناسبة (العاشرة والحادية عشرة مساء)، علاوة على إدخال بعض المرضى في غير مواعيدهم المحددة مسبقا. وأشار إلى أن المركز يفتقر للخدمات الإنسانية، والممرضات السعوديات، مما ينتج عنه إحراج كبير خصوصا للمرضى من كبار السن الذين لا يجيدون اللغة الانجليزية، وهو ما جعله أشبه بمركز أجنبي، وأيضا عدم وجود أطباء متخصصين، حيث نادرا ما تجد طبيب خدمة في الطوارئ. معاملة غير إنسانية ولفت المواطن إلى أن بعض الممرضات يتطاولن على المرضى من كبار السن في مشاهد غير إنسانية إطلاقا، وكذلك تبادل عدد من المراجعين لكروت المواعيد حسب ظروفهم وإمكانية حضورهم، وهذا يحدث بموافقة طاقم التمريض. خلل في ترتيب المواعيد وقال ان بقاء عدد من المرضى السعوديين القادمين من خارج محافظة جدة لفترة طويلة في قسم الطوارئ ولساعات متأخرة من الليل أمر غير انساني ويدل على أن هناك خللا في ترتيب المواعيد، مطالبا بسرعة اتخاذ الاجراءات التي تحد من تلك المعاناة التي يتكبدها المرضى من خارج جدة، ولفت إلى أن هناك شحا في أغطية الاسرة، مما ينتج عنه مخاطر صحية على المرضى. فئران وحشرات واشار إلى أن هناك مشكلة كبيرة يعاني منها المرضى في المركز تتمثل في وجود أعداد كبيرة من الفئران والحشرات، مما يدل على تدني مستوى النظافة، مشددا في ذات الوقت على ضرورة الاهتمام برفع مستوى النظافة والاهتمام بصحة المراجعين. 29 عامًا مع الغسيل ويقول العم محمد ذو الثمانين عاما إنه يغسل كليته منذ 29 عاما ثلاث مرات في الاسبوع، ولديه عدد من الابناء يعولونه، مشيرا إلى أن معاناته مع المرض نتج عنها ضرر في العين واصبح الآن بحاجة إلى إجراء عملية جراحية عاجلة للتخلص من المياه الزرقاء، تصل تكلفتها إلى حوالى 20 الف ريال، فيما هو يعاني حاليًا من عدم توفر وسيلة مواصلات لتنقلاته شبه اليومية من وإلى المركز. تفعيل قرار الإعفاء أما أحمد الاسمري فيقول انه يعاني من عدم تفعيل قرار خادم الحرمين الشريفين فيما يخص استثناء مرضى الكلى من رسوم استقدام السائقين والخادمات، فالى الآن لم ينفذ، لافتا إلى انه يؤجر عددا من الوافدين لحمله وإركابه في السيارة التي استأجرها بعد أن فقد الحركة في أطرافه السفلية، مطالبا المسؤولين بسرعة تنفيذ هذا التوجيه السامي. أقعدني المرض ويقول شاجع - 57 عاما - إنه يغسل كليته منذ 24 عاما وقد أقعده المرض ولم يستطع العمل أو كسب الرزق وأصبح ابنه من يعوله ويقوم برعايته. ويشير علي عبدالله الغامدي - 45 عاما - إلى أن المرض لم يمكنه من مواصلة مشواره في خدمة الوطن، حيث يعمل في وزارة النقل بالمرتبة ال11 ونائبا لرئيس الجمعية السعودية للإعاقة السمعية، وهو يغسل كليته منذ حوالى 15 سنة، وقبل عام واحد فشلت الكلية تماما لتبدأ بعدها المعاناة، ولفت إلى أن الخدمات في المركز تعتبر جيدة. المبنى الجديد أما وليد الخشرمي والذي كان يتصفح عددا من المواقع عبر جهاز الكمبيوتر المحمول فيقول: يقضي المريض نحو ثلاث ساعات أثناء اجراء الغسيل الدموي وهو يحتاج إلى أجواء مريحة لقضاء هذا الوقت بصورة أفضل. وطالب المستشفى بتسريع عملية الانتقال إلى المبنى الجديد وتوفير العديد من الخدمات التي تعتبر بسيطة جدا، ومنها الستائر المناسبة، طاولات الطعام على أسرة المرضى حيث يضطرون حاليا لوضع الطعام على الأرجل. ولفت إلى أن الآليات المستخدمة في الغسيل «الديلزة» بحاجة إلى تغيير بنوعية جيدة. د. شاهين: أنا مسؤول عن القصور الإداري في مراكز الكلى قال مدير المركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور فيصل شاهين: من الناحية التقنية تعتبر زراعة الأعضاء في المملكة توازي ما هو موجود في أي مكان بالعالم، فجميع الامكانيات متوفرة، ونتائج زراعة القلب والرئتين والكبد والقلب والبنكرياس توازي أي دولة في العالم. وأضاف: نحن لا نقول اننا تخطيناهم ولكن نقول إن لدينا قواعد أساسية لزراعة الأعضاء في جميع مستشفيات المملكة، وفي مراحل سابقة كنا نتباهى باننا زرعنا 100 كلية مثلا لعدد من السنوات، ولكن الآن اصبحنا نزرع ما يقارب 600 كلية داخل المملكة في العام، واكثر من 150 كبدا من متبرعين احياء ومتوفين دماغيا، إضافة إلى ما يقرب من 180 قلبا. ومن ناحية اين المملكة بين دول العالم بالنسبة لزراعة الأعضاء، فالحمد لله اصبحنا الآن على خارطة العالم، فنحن نعمل ضمن الاطر الاخلاقية على المستوى العالمي، ونحن أعضاء في الجمعية العالمية لزراعة الأعضاء والمملكة عضو دائم في هذه المؤسسات. وزاد: هناك حاجة كبيرة جدا لمواجهة الزيادة في عدد المرضى، والعالم كله يعاني من هذا النقص خصوصا مع التمدد الحضاري والتطور، اضافة إلى زيادة العمر والتي تؤثر في الاحتياج المضطرد مع ضرورة زراعة الأعضاء، والمشكلة الاخرى أنه كان هناك مخرج للمرضى هو السفر إلى الخارج لزراعة الأعضاء، ولكن عددا كبيرا من الدول التي اشتهرت بالتبرع وزراعة الأعضاء حرّمت وجرّمت هذا العمل خصوصا الدول الفقيرة في العالم، فاصبح على المريض البحث عن متبرع داخل بلده. واشار إلى أن هناك قصورا اداريا بالفعل، وانا مسؤول مسؤولية مباشرة عنه، ولكني أحتاج إلى فرق عمل على مستوى المملكة داخل غرف العناية المركزة، حيث لا يوجد باب آخر، وهناك خطط بدأنا في تنفيذ بعضها، الا أن العدد غير كاف إلى الان، وهناك أيضا اتجاه منذ سنوات لادخال ثقافة التبرع في الجامعات السعودية، والقيام بزيارات للمدارس لتثقيفهم بأهمية التبرع بالأعضاء، غير أن هذا الأمر يحتاج إلى وقت طويل جدا لانتاج ثماره. واوضح أن رعاية مرضى الكلى في المملكة اخذت عناية كاملة منذ الثمانينيات بالتعاون مع جميعة الامير فهد بن سلمان الخيرية، حيث قدمت الكثير لهذه الفئة من المرضى ووفرت لهم العديد من فرص العلاج، لافتا إلى أن هناك استفتاءات سابقة قامت بها الجمعية على مستوى المملكة وقدمت اقتراحات للمقام السامي وأرست هذه الاقتراحات كتوصيات واقرتها على اساس أن تنفذ حسب خطة مرحلية وحولت إلى لجنة استشارية عليا والى الآن ننتظر تنفيذ هذه التوصيات، وعند تنفيذها على أرض الواقع سأكون راض عن مستوى الخدمات المقدمة لمرضى الكلى في المملكة، حيث يتكدس المراجعون حاليا بمراكز غسيل الكلى وبصورة كبيرة جدا، خصوصا في منطقة مكةالمكرمة تليها الجنوبية فالشرقية ثم منطقة الرياض، وهذا التكدس يجعل المريض ينتظر لساعات متأخرة من الليل لاجراء الغسيل الدموي في أي مركز. نص قرار مجلس الوزراء أقر مجلس الوزراء عددا من الإجراءات المتعلقة باقتراح إعفاء المعوقين الذي يدخلون ضمن تصنيفات الإعاقة المعتمدة في المملكة (من بينهم مرضى الفشل الكلوي) من رسوم التأشيرة والإقامة الخاصة للسائق والخادمة والممرضة، المرفوع من مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية. ومن أهمها أن تتحمل الدولة عن المعوقين المحتاجين الرسوم المتعلقة بتأشيرات الاستقدام والخروج والعودة وإصدار الإقامة وتجديدها الخاصة «بالسائق الخاص والخادم والممرض» كما نص القرار على تشكيل لجنة في وزارة الشؤون الاجتماعية لوضع الضوابط اللازمة لذلك، وفق ما جاء في القرار.