يبقى العميد على قدر الحدث، خاصة عند المواجهات الكبرى، فبالأمس لم يكن الفوز عادياً وإن كان الانتصار ليس غريباً على الاتحاد، ولكن تفوق العميد على ظروفه الصعبة وقدم مباراة جميلة وحسمها بثلاثية مستحقة. الاتحاد لا زال في بداية الموسم وفي طور الإعداد والتجهيز ومكبل بالإصابات، ومقيد بالإرهاق لأن اللاعبين بدأوا موسماً جديداً قبل أن ينتهي الموسم الماضي. قالوا عنهم كبار وعواجيز، والصحيح أنهم ذهب لا يصدأ صقلته السنوات وروتهم البطولات ولا زال لديهم المزيد، لا أريد أن أستبق الأحداث فلا زالت هناك مباراة إياب مهمة، وكشف اللقاء عن قوة سيؤول الكوري وبأنه صعب المراس، وإنما من الإنصاف أن نقول للمجتهد أحسنت ابتداءً بإدارة النادي وعلى قمة الهرم الرئيس المثابر الذي يعمل بصمت من أجل الاتحاد اللواء محمد بن داخل الجهني، وأتوقف طويلاً مع العبارة التي أطلقها قائد الاتحاد محمد نور بعد اللقاء عندما شكر الجهاز الإداري، وفيها معنى ومغزى ورسالة، وقد تحدثنا طويلاً في الفترات السابقة عن ضعف دور الجهاز الإداري، وخسر الاتحاد بطولات بسبب سوء التهيئة، وعندما تم اختيار ثنائي خبراء في كرة القدم هما جمال فرحان وعبد الله فوال صادقت على مطالب سابقة لعدد من الإعلاميين الاتحاديين وضح الدور الإيجابي. سألت نور لماذا أشدت بالجهاز الإداري، فقال لي «الموسم لم يبدأ.. والوقت ضيق.. والإصابات متكالبة.. والظروف صعبة، وكان هناك دور للجهاز الإداري لا يعرفه إلى من هو داخل الفريق.. كيف نجحوا مع إدارة النادي بالخروج من الواقع الصعب إلى المستوى الجيد الذي شاهدتموه، ومن الواجب شكرهم على ما قدموه». كسب الاتحاد في لقاء البارحة محمد أبو سبعان محور المستقبل الذي تألق منذ دخوله المباراة، وعادة ديمتري تقديم النجوم، كما أن نايف هزازي لعب واحدة من أجميل مبارياته، وكان أداءه إيجابياً وانفه للمرمى كما كان يردد الإنجليز عن نجمهم الهداف السابق جاري لينكر، وأسامة عاد من الإصابة ليفجر قذائفه في الشباك «ما شاء الله» وويندل صفقة أكدت مقولة «الغالي ثمنه فيه»، ولن أتحدث عن نور سوى بعبارة «نور لن ينطفئ». وماذا عن الجماهير؟ ذكرنا بالأمس والشواهد عبر السنين الطويلة بأن الفوز بيد الجمهور، وهذا ما حصل، وكم أبدعت الجماهير الرائعة التي ملأت المدرجات وقدمت دروس في فنون المؤازرة والتشجيع، وكانت خير سند للاعبين، وإرباك للمنافسين، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح.