كشفت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات أن المملكة تعد من الدول الأسرع نموًَا في المنطقة من حيث الإنفاق على الاتصالات وتقنية المعلومات، إذ بلغ حجم الإنفاق الإجمالي 27 مليار ريال سعوديًا في عام 2010م، ومن المتوقع أن يصل إلى 46.3 مليار ريال في عام 2015م، ما يعادل نموًا سنويًا مركبًا بنسبة 11.4%. وكشف تقرير تقنية المعلومات «حول منظومة الانترنت في المملكة للعام 2010» والصادر عن هيئة الاتصالات، ان أسواق المملكة شهدت طفرة في استخدام تقنية المعلومات خلال العقدين الماضيين، ومنذ إطلاق خدمات الإنترنت للجمهور في أواخر تسعينيات القرن الماضي، أسهمت مزايا استخدام تقنية المعلومات والاتصالات، وزيادة الوعي بها، إضافة إلى المبادرات الحكومية الموجهة، في تحقيق معدلات نمو مستقرة. واوضح التقرير أن القطاعات التي تقود هذا الإنفاق على التوالي هي: قطاع الاتصالات، القطاع المالي، والقطاع الحكومي، قطاع النفط والغاز، الأفراد، بينما يستمر نصيب الفرد من إجمالي الإنفاق على الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة في النمو بنسبة 10-16% سنويًَا خلال السنوات الخمس المقبلة وهو الأمر الذي سيعزز من ترتيب المملكة في التصنيف الإقليمي للإنفاق على الاتصالات وتقنية المعلومات بالنسبة إلى إجمالي الناتج المحلي، حيث ان متوسط إنفاق الفرد على تقنية المعلومات بلغ 998 ريالًَا سعوديًا في عام 2010م، وهو ما يعادل نموًَا بمعدل 14% مقارنة بالعام الماضي، ويعد ذلك مؤشرا إيجابيًَا لدى مقارنته مع بعض الدول مثل تركيا (441 ريالا سعوديا) ومصر (111 ريالا سعوديا) وماليزيا ( 784 ريالا سعوديا). ورصد التقرير اهم الاسواق الرئيسية في سوق تقنية المعلومات، إذ احتل قطاع البرمجيات المركز الاول بنسبة نمو سريعة مستقبلا، يليها قطاع الخدمات ثم قطاع الأجهزة، إلا أن التقرير أكد أن سوق تقنية المعلومات لا يزال يستأثر بالنصيب الأكبر من إجمالي الإنفاق على تقنية المعلومات حيث بلغ 66.7% من إجمالي الإنفاق، يليه خدمات تقنية المعلومات 22.8%، ثم البرمجيات الجاهزة 10.5%. وقد سجلت أسواق الأجهزة أعلى معدلات النمو السنوي مقارنة بباقي القطاعات الرئيسية لأسواق تقنية المعلومات، إذ وصل هذا المعدل السنوي إلى 29.5% في عام 2010م، ليحافظ هذا القطاع على مكانته في المملكة، وبلغ حجم الإنفاق على الأجهزة 18 مليار ريال سعوديًا في عام 2010م، وسجلت أجهزة الحاسب الشخصية ارتفاعا طفيفًَا في الإنفاق مقارنة بعام 2009م، إلا أن حصتها من إجمالي مشتريات الأجهزة تراجعت بمقدار 10% لتمثل 37% من إجمالي هذه المشتريات في عام 2010م. وعلى الرغم من أن استخدام الإنترنت في المملكة لا يزال متأخرا مقارنة بمعظم الدول المتطورة إلا أن الدراسة التي أجرتها هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات أكدت أن الإنترنت أصبح جزءا لا يتجزأ من المجتمع السعودي، وأشارت دراسة إلى أن 96% من مستخدمي الإنترنت المنزلي، أكدوا أن محتوى الإنترنت يمثل مصدرا مهما للمعلومات والترفيه وإلى جانب ذلك فإن 90% من مستخدمي الإنترنت الذين شملتهم الدراسة يرون أن الإنترنت يمثل جزءا من حياتهم الشخصية، وأكد 90% تقريبًَا ممن شملتهم الدراسة أن استخدام الإنترنت بين أصدقائهم وأفراد عائلاتهم يشهد نموا ملحوظا. ومثلما هو الحال في دول العالم الأخرى فإن استخدام محتوى الإنترنت من قبل الأفراد في المملكة يأتي معظمه من الجيل الجديد، لا سيما من شريحة الطلاب الذين تتوفر لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت من مدارسهم، فمنظومة الإنترنت هي بيئية اقتصادية - اجتماعية تشمل الأفراد والمنظمات والبنية التحتية التقنية والأطر التنظيمية، والتي تشترك معًَا في تطوير محتوى الإنترنت واستخدامه ونشره والوصول إليه.