استقبلت الطفلة سمية عثمان حرملي عيدها الثاني بالنوم على أرضية مخلوطة بالوحل، حيث تحولت فرحة العيد لدى الأسرة إلى مشاهد من الموت والرعب جراء السيول التي حاصرت منزلهم من الشرق في ليلة العيد السعيد، فحلت الفاجعة بديلاً للفرحة وعاش النساء والأطفال حالة ترقب وخوف وحذر، بدلاً من أن يستعدوا ليوم العيد صاروا يترقبون متى تتساقط بيوتهم وتغرق دورهم، يقول الشيخ إبراهيم عثمان حرملي، واصفًا تلك اللحظات العصيبة، وهو يحدق بعيون أطفاله، ونسائه، وأولاده: تحولت فرحتنا بالعيد إلى ذرف للدموع بسبب ما حل بفرحة الأطفال وألعابهم وملابس عيدهم من دمار، وإتلاف عوضًا عن سماع هدير السيول القوية عندما ضربت أمواجها بجدران المنزل وتهدمه. كانت قرية الكدمي التابعة لمركز الموسم بجازان (96 كلم جنوب مدينة جازان) قد تعرضت يوم أمس الأول لسيول جارفة تاثرت بها أغلب منازل القرية والسبب يعود كما ذكر المواطنون هناك لعدم استكمال البلدية لمشروع سد الحماية وتوصيله بالطريق المعبد، وعدم اكتمال سد درء أخطار السيول ولعدم وجود عبارات لتصريف المياه في الطريق المتجه ما بين الكدمي والعبدلية، فمثل هذا الطريق يشكل حاجزًا ما تسبب في رجوع الماء للقرية. من جانبه محافظ صامطة خالد بن عبدالعزيز الجريوي بالوقوف على أرض الواقع والاجتماع برؤساء الدوائر الحكومية لاتخاذ اللازم والتوجية بتقديم العون والمساعدة للأسر والبيوت المتضررة فورًا. كما قام العديد من المسؤولين بزيارة القرية المتضررة، وكان على رأسهم رئيس مركز الموسم نايف بن لبدة الذي وجد ليلة جريان السيول لمتابعة الوضع بالكامل. الى ذلك انطلقت عصر أمس الأول الخميس الحملة التطوعية لمساعدة متضرري سيول «الكدمي» حيث كان التجمع والانطلاق في مقر مركز الموسم أمام البلدية، وذلك بعد صلاة العصر مباشرة، بمتابعة من رئيس مركز الموسم وبالتعاون مع إدارة مركز النشاط الاجتماعي.