أحبط الجيش المصري صباح أمس محاولة اقتحام العشرات من المتظاهرين، ما يعرف ب «صينية»ميدان التحرير. وحاول عشرات الشباب اقتحام «الصينية»، ورددوا هتافات مؤيدة للثورة ومنتقدة لأداء الحكومة والمجلس العسكري، فيما رد الجيش بالعمل على إخراجهم من الصينية، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن إصابة عدد من المتظاهرين. وقام متظاهرون برشق قوات الأمن بالحجارة بعد اعتقال عدد منهم وفرّ الباقون. إلى ذلك، أكد الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمرشح المحتمل في انتخابات الرئاسة المقبلة في مصر أنه محبط لما أصاب البلاد من تفرق مع الاستفتاء على التعديلات الدستورية إلى «أمم وقبائل» إلا أنه ليس يائساً. وقال في الجزء الثاني من حواره مع صحيفة «الشروق» المصرية المستقلة إن «الثوار أخطأوا عندما تفرقوا وتشرذموا» ولم يسمع الشخص العادي شيئا عن أسبقيات السكن والغذاء والرعاية الصحية والتعليم، مؤكدا أن الثورة ليست فقط المطالبة بالحرية وإنما أيضا لأغلبية الشعب المصري العدالة الاجتماعية. وأضاف أن الانتخابات البرلمانية المقبلة قد لا تكون تنافسية بالمعنى الديمقراطي المتعارف عليه لأن الملعب السياسي غير متساو في ظل الأوضاع الأمنية الحالية بالبلاد. وأكد على أن «الجيش طهّر نفسه» من الفترة الماضية بحمايته للثورة، مؤكدا على ضرورة التعاون الوثيق بين الشعب والجيش في هذه المرحلة من أجل استكمال هدم النظام السابق الذي أوضح البرادعي أنه «لم يسقط وما زلنا نجمّله ونستنسخه». وقال إن أفضل أنظمة الحكم لمصر هو النظام الفرنسي الذي يجمع بين النظامين الرئاسي والبرلماني وفيه يكون لرئيس الجمهورية صلاحيات للسياسة الخارجية أما رئيس الوزراء فيأتي من أغلبية البرلمان وهذا ما يتفق مع واقعنا الحالي الذي ينتقل من نظام فرعوني منذ 7 آلاف عام، ومن الممكن في المستقبل الانتقال إلي نظام برلماني. وأعرب البرادعي عن شعوره بالإحباط منذ يوم الاستفتاء في 19 مارس، لكنه أوضح قائلا: « مازلت علي قناعة أن الثورة ستنجح أجلا أو عاجلا». وقال: إن الخطأ الذي وقعت فيه الثورة من وجهة نظره هو « أننا بنينا على توقع خطأ وهو 6 شهور، كان المفروض نبني على توقع واقعي وهو نحو عامين». وأوضح أن هذا لا يعني أنه يريد حكم العسكر ولكن لا يمكن اختزال 60 عاما من عدم الديمقراطية والانتقال بالشعب في 6 شهور لدول ديمقراطية.