السلام عليكم. بمشيئة الله: عيدكم مبارك، وصومكم مقبول، وقيامكم مأجور!. اليوم.. عيد، وأرجو ألاّ يكون عيداً من التكرار والإعادة، بل عيداً من الأجر والسعادة!. وفي العيد نجتمع نحن معشر السعوديين، إمّا في بيوتنا على ولائم باذخة تُذبح وتُطبخ فيها الخِرْفان، وإمّا في المطاعم التي أصبحنا نحجز طاولاتها مُسبقاً من شهر رمضان، حِِرْصاً على الاستمتاع بمأكولاتها الباذخة، وفي كِلْتا الحالتيْن تنال حاوياتُ النفاياتِ نصيبها من هذا البذخ، كاملاً غير منقوص، وهذا ناهيكم عن أطنان الحلوى والشوكولاتة، ومثلها من الشاي والقهوة والعصائر، وكلّه في كُوم والعُودَة في كُوم، إذ نشتري الكيلو منها بعشرات الآلاف من الريالات، ثمّ نحرقها بعُود ثقاب لا تتجاوز قيمته هللة واحدة، فقط لنستنشق دُخانها لدقائق أو أقلّ!. أصدقوني القول، أليس هذا بطرا؟ فالبطر هو مقابلة النعمة بغير ما يُثيب الله عليه، كصلة الأرحام، وإصلاح ذات البيْن، ونُصْرة المسلمين، ومساعدة الفقراء!. تأمّلوا حال أهل سبأ، والعاقل من اتّعظ بهم، إذ كانوا في نعمة، وكانت سبأ جنّتيْن خاليتيْن من السبخة والبعوض والذباب والعقارب والحيّات، وكان الغريب يأتيهما وفيه قُمّل، فيموت القُمّل لطيب هوائهما، كما كانت لهم قُرى مُتّصلة يمشون بينها، فيقيلون في واحدة ويبيتون في أخرى، دون حمل زاد، ثمّ بطروا ودعوا ربّهم أن يُباعد بين قُراهم ليتميّزوا عن فقرائهم بركوب الرواحل الباذخة، فعاقبهم الله بسيل العرم، وأبدل جنّتيْهم بأرضٍ تُثمر الزرع المُرّ والسِدْر القليل!. هذه دعوة ليعود عيدُنا إلى أصله؟ فرحة، بلا إسراف أو تبذير.. أو بطر!.