رأيتها تمزج الطين في الماء ثم تشم رائحته و تقول : ليس كمطر الشتاء و حين أقتربت منها قالت لي: الا تعتقدين بأن رائحة مطر الشتاء مميزة ، أحن لأيام الشتاء فتبسمت و أجبتها ليست وحدها أيام الشتاء من تميزت برائحتها فكل يوم تختزنه ذاكرتنا له رائحة لازلت إلى الآن اتذكر رائحة عطر أبي حينما كان يحتضنني في صغري ولازلت اشعر بالإشمئزاز كلما تذكرت رائحة المعقم في المستشفى و لازلت احتفظ ببقايا أخر زجاجة عطر أشتريتها قبل تخرجي و كلما أحسست بالحنين لأيام الدراسة اخرجتها لتعيد إلي الذكريات مع رائحتها فأجسدها و اعيشها من جديد و أخفف آلم الشوق و الحنين إلى أشخاص ازدحمت بهم ذاكرتي كما ازدحمت ذاكرة المبتعثين إلى الخارج بأشخاص افتقدوهم في رمضان و هذا العيد0 و لأنني في السن المسموح له بالإبتعاث و من مواليد الثمانينات فسأشارك المبتعثين هناك ببعض الذكريات سأسمع ليلة العيد أغنية ومن العايدين و من الفايزين كما اعتدنا على سماعها ليلة العيد على قناة غصب 1 و غصب 2 و سأشعل البخور في كل مكان أما الحلويات فستكون حلوى من التوفي غلفت بأكياس إما حمراء أو صفراء و سأبحث بجهد عن حلوى رسمت عليها خلية نحل و كانت نكهتها بالعسل و بالتأكيد سأشتري حلوى ميرو بدل مارس و حلوى هاواي بدل باونتي و حلوى توفي لك بدل توكس و حلوى سوداني بدل سنكرس أما كتكات فسأحرص على أن يكون غلف بورق من القصدير علني بذلك أتشارك بالذكريات مع أشخاص افتقدناهم و أصبح يقال نحن هنا و أنتم هناك0 همسه : البعض يحتفظ ببقايا عطر أو منديل أو حتى زجاجة مكسورة ليعد بها الماضي و البعض يحرق كل الأوراق و الصور و حتى المكان الذي احتضن بعض من بعض الذكريات و يقال بأننا نعيش الآن اجواء العيد الا أنني آرى بأن البعض لم يعد يأبه حتى بلبس الثوب الجديد00 فاطمة العبدالله- الخبر