الفاشية البريطانية الجديدة.. صعود الحزب القومي البريطاني» كتاب جديد يسعى فيه المؤلف ماثيو جودوين للإجابة على أسئلة تدور حول أسباب تصاعد هذه الظاهرة المثيرة للقلق، بجذورها الثقافية، متخذًا من الحزب القومي نموذجًا لدراسة التيار اليميني المتطرف بتلاوينه العنصرية والفاشية. ويتقصى ماثيو جودوين الأسباب التي تدفع البريطانيين للانضمام للحزب القومي، وغيره من الجماعات اليمينية المتطرفة، والتي تشكل ملامح الفاشية الجديدة في بريطانيا، فيما يستخلص نتيجة بالغة الأهمية، ألا وهي أن «الخوف من الآخر» هو أهم أسباب الانضمام لهذه الجماعات؛ وهو خوف يقترن بعدم الشعور بالأمان الاقتصادي. والتقى المؤلف مع العديد من أعضاء جماعات الفاشية الجديدة، الذين تحدثوا عما يصفونه «بالتهديدات التي يتعرض لها البريطانيون البيض ووجودهم في بلادهم من جانب المهاجرين والأجانب»؛ مشيرًا إلى أن تلك الجماعات العنصرية تستخدم «غلالة ثقافية قومية ناعمة لإخفاء جوهر أهدافها الفظة وأساليبها العنيفة». وتستغل الجماعات الفاشية الجديدة في بريطانيا- مثل «عصبة الدفاع الإنجليزية» التي تكتسب تأثيرًا ملحوظًا في الشارع- تنامي ظاهرة «الإسلاموفوبيا»، أو الخوف المرضى في بريطانيا والغرب من الإسلام والمسلمين. وباتت الفاشية البريطانية الجديدة في بؤرة الاهتمام أكثر وأكثر بعد المذبحة التي ارتكبها مؤخرًا فاشي نرويجي في بلاده، وأسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الأبرياء، فيما يقول ماثيو تايلور- في سياق تناوله لهذا الكتاب الجديد بصحيفة الجارديان- إن المذبحة الأخيرة التي ارتكبها النرويجي أندرس بريفيك تدفع الأوروبيين-سواء كانوا من الساسة أو المواطنين العاديين- للتعرف على دوافعه التي حدت به لارتكاب هذه الفظائع. ولعل أهمية هذا الكتاب تتزايد في ضوء حقيقة أن التحقيقات كشفت عن صلات بين النرويجي أندرس بريفيك ونشطاء اليمين الأوروبي المتطرف وخاصة في بريطانيا.