صدر عن نادي الرياض الأدبي ديوان «بشأن وردتين» للشاعرة آسية العماري. وهو يحوي سبعًا وخمسين قصيدة، في مائة وأربع وأربعين صفحة من القطع المتوسط. وقد قدم للديوان الأستاذ الدكتور عبدالله الفيفي أستاذ النقد الحديث بجامعة الملك سعود، ورئيس لجنة الشؤون الثقافية والإعلامية بمجلس الشورى، حيث أشار إلى أن آسية العماري تجربة شعرية يانعة تكتب القصيدة البيتية وقصيدة التفعيلة وقصيدة النثر والنثريلة وتمزج القصة القصيرة جدًا بالقصيدة وتعتق حداثة خطابها الشعري بأصالة تمكنها اللغوي وامتلاك أدواتها الفنية. إنها صوت ندي غير منشغلة بالمدارس والتمذهب ولا شغوفة بالأضواء ولأنها غير منشغلة بالمدارس والتمذهب فإنها تستعصي على التصنيف لدى هواة التصنيف ولأنها غير شغوفة بالأضواء فقد جذلت لاقدامها أخيرًا على هذه الخطوة بعد زهدها في النشر وهو ما ظللت أحمده فيها وآخذ عليها فيه طول التمادي. أم مجموعة «بشأن وردتين» هي بشأن وردة الشعر حين تضوع نثرا ووردة النثر حين تتلون باجنحة الفراشات الشعرية؛ بشأن وردتي الشعرية والسردية ووردتي الاصالة والمعاصرة والقدامة والحداثة بشأن الانثى حين تعلن عن حضورها الصميم وغياب نزوعها النسوي المدعي اذ يتقمص خطابه الصارخ لكي يقال وما ثمة من احد وردة النضج في البساطة والبساطة في الكثافة تلكم هي اسية الانسانة المبدعة والقارة من دماء شتى يسير مسكها حروفًا لا تدعي اكثر من أن تكون هي كما هي بكامل سندسها العتيق والعتيد وقيمة إلى الجمال في شعرها خاصية الصدق تلك بمستوييها الفني والعاطفي وتراوح النصوص هنا بين الاشكال الايقاعية والموسيقية المختلفة على أن النسبة الاكبر منها ياتي من شعر التفعيلة وشعر (النثريلة) ونعني بالنثريلة تلك النصوص الايقاعية القلقلة غير المنضبطة على تفعيلة وقد تختفي بالتقفية وهي لون جديد يقع بين بين أي بين قصيدة النثر وقصيدة التفعيلة كنا اقترحنا لها من قبل هذا المصطلح -على طريقة العرب في النحت- مكونا من (قصيدة النثر وقصيدة التفعيلة) ويمكن أن نرصد من النثريلة النصوص «سقوط» «فأجبتك» «ظلمة» «دمع» «للعتمة...» «امرأة ليست للحب» «سيرة حزن مجهول» «هنا.... الم» «عقوق» «كل الوداع» «احتراق يا...» ثم تاتي قصيدة النثر فالقصيدة البيتية واخيرًا قصيدة التفعيلات وهذا الشكل الاخير اعني به: تلك النصوص التي لا تتقيد بتفعيلة واحدة بل تنداح في موسيقى الشعر العربي. «بشأن وردتين» باكورة تجربة تنبئ عن جيل واعد بمستقبل شعري فيه تبدو الموهبة اشد وعيا بمتطلبات الحداثة وضرورات الانتماء جاءت المجموعة بسبع وخمسين قصيدة.