* مؤسف جدًا أن يشكو المتقدمون للجامعات من تفاوت الفرص، وتقديم بعض النسب وترك بعضها، وإن كانت أعلى!! صرخات (المظلومات) مدوية حيث حددت نسبة القبول ب 75%، بينما نسبة المتقدمات من 84% وما فوق ولم يقبل أكثرهن!! وهناك متقدمات بنسبة 72% و70% وقبلن!! هذا التأرجح في عدم انضباط المسؤولية، والتجاوزات في القبول، والتعدي بالظلم على أصحاب النسبة المجازة أو المقبولة هو سبب أزمة القبول في جامعاتنا!! حيث ضياع الأمانة وغياب المسؤول المخلص، وتصنيف الناس حسب الأهواء، وضعف الوازع الديني، وتراجع العدل والإنصاف والمساواة.. تُؤجج المشاعر السلبية، وتُظهر السخط والاعتراض والاحتجاج.. إذ الاستهانة بكرامة الناس، وإحساسهم بالظلم والغبن، وهضم حقوقهم كارثة الكوارث، من حيث التفرقة والفوقية والمحسوبية والانحيازية والحزبية، وإلى أن تغدو طبقية وتكتلات!! وليست هذه صفات ولا أخلاق المجتمع المسلم الذي يجب أن يتمتع أفراده بالتساوي كأسنان المشط، وليسوا هؤلاء كالجسد الواحد الذي إن شكا منه عضو تداعت له سائر الأعضاء، كما أوصى ونبّه وألزم به رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أن ولي الأمر، أصدر أمرًا ملكيًا بقبول (جميع) طلاب أو طلبة وطالبات الثانوية العامة، والتوجه (التعليمي) في مجتمعنا والحمد لله هو الخيار الأول في كل بيت وأسرة، ولا يغر المواطن اليوم ما يهدف إليه البعض من أصحاب المصالح الخاصة جدًا المندسين بيننا ترويجهم لخيارات تعليمية (أخرى)، غير متجانسة ولا متوافقة مع طبيعة وأصالة موطن الحرمين الشريفين، إضافة لمجالات أخرى مستواها وكفاءتها متدنية جدًا..! * ما يهم في هذا المقال هو التساؤل التالي: أين تذهب ميزانية التعليم الضخمة التي ترصدها قيادتنا الرشيدة؟! وإذا لم نُحقِّق العدل والمساواة، أو لم يُحقّقه هذا الجهاز الضخم والمهم والمسؤول عن فكر وعقلية أجيال وأجيال، وهو المجال الأهم على الإطلاق في المجتمع، فممَّن نرجو بعد ذلك استقامة واستطالة للمجتمع، وغذاؤهم الفكري غير منصف، ولا مُحقق للآمال والطموحات، والعلم قاعدة يبنى عليها كيان الشخصية من كل جوانبها، لماذا هذا العجز المقيت في قدرات الجامعات، وعدم تحسين مستواها وقدرتها على استيعاب الأعداد المتزايدة كل عام؟! لماذا الحجج الواهية إذًا؟! أين تذهب الميزانيات الضخمة التي أنفقت من أجلها؟! لماذا التباطؤ والتخاذل في بناء المباني لها، وفقرها للأجهزة الحديثة، وكوادر هيئة التدريس، والكوادر الإدارية؟! أين الأكفاء والمخلصون؟! لماذا نجد المجال في فتح البرامج التعليمية (الاستثمارية) من انتساب وتعليم موازٍ وتعليم عن بعد... إلخ مُشرّعًا أمامهم كل الاستعدادات والكفاءات والخدمات فقط لأن الإضرار المادي هو الهدف، رغم ما لهذا الإنتاج من أثر سيئ وسلبي من حيث عدم الكفاءة في التحصيل العلمي الاستثماري، سواء في سوق العمل أو نوعية المخرجات التعليمية، وضعف هذه الأنظمة، وطرق تنفيذها من عدم قدرة وجودة تعليمية وأثرها في عدم الكفاءة بعد التخرج في المجتمع!! * سؤالنا إلى وزارة التربية والتعليم والمسؤولين في التعليم العام والتعليم العالي.. لماذا هذه الأزمة والتأزم كل عام، وإثارة المشكلات والزوبعات وتكرارها في كل المدن تقريبًا، كما لاحظناه هذا العام في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والطائف وغيرها، بسبب عدم استعداد الجامعات للمهمة ولمخرجات التعليم، وعدم وجود أنظمة محددة ومعايير ومقاييس (تطبق على الجميع) حسب النسب لكل طالب وطالبة، لماذا الاعتماد على المجاملات والمحسوبيات من البعض؛ كما أفاد بعض أولياء أمور الطلبة والطالبات أنفسهم.. لماذا لا يتم إلغاء اختبارات القدرات والقياس غير المجدية، والتي أدت إلى تدني نسب الطلاب بعد استخراج النسب المحصلة من جراء احتساب درجات هذه الاختبارات؛ في ظل غياب رقابة ومتابعة عمليات القبول، ومحاسبة من يتجاوز التعليمات، هذا إن وجد تعليمات وأنظمة من أصله!! وفي النهاية.. من المسؤول عن كل ما سبق..؟!.
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (62) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain