حل رمضان على السوريين كغيرهم من المسلمين غير أن ملامحه المعتادة بالنسبة لهم قد تغيرت كثيرا، حيث أن الدبابات والمدرعات والمجنزرات قد أزاحت كل معالم الحياة الطبيعية في شوارع وأحياء سورية، وأصبح القتل والقمع والإجرام سائداً وطاغياً على ماسواه، حدث ذلك لشعب أعزل خرج مطالباً بعيش كريم، وعدل يرضي الجميع، وحريةحقيقية على أرض الواقع، وما جرى ويجري الآن هو ردة فعل لشعب أنهكته السنين العجاف التي برهنت وبما لا يدع مجالاً للشك أن النظام السوري يغرد في سرب خاص بعيداً عن تطلعات وآمال المواطنين، وفي ذات الوقت يرفعون شعارات واهية هدفهاالخداع والتخدير، لقد ظهر الوجه الحقيقي لهذا النظام الذي بدأ نجمه بالأفول، بسبب التصرفات الموغلة بالغرابة والوحشية، ولا ريب أن توجيه المدافع تجاه المدن السورية بعد سقوط شعار الدفاع عن العروبة، يعد جنوناً وتهوراً لا يقبله عقل سليم ولا منطق قويم. بعد السقوط المتواصل للأعداد الكبيرة من الشهداء والجرحى، والتمادي المتعمد من قبل النظام نفد صبر العالم وهو يشاهد قتل الأطفال والنساء والشيوخ وهدم المنازل والمساجد والمتاجر رغم أن الإعلام محظور من التواجد هناك، ولأن المملكة العربية السعودية لها دورها وثقلها السياسي سواء على المستوى العربي أو العالمي فقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدا لله بن عبد العزيز كلمة إلى حكومة وشعب سورية حول ما تشهده الساحة هناك من تطورات متتالية، وأوضح حفظه الله أن ما يحدث ليس من الدين ولا من القيم والأخلاق وأن تساقط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى أمر لا يقبله عاقل عربي ومسلم، ولقد كسر هذا الموقف السعودي الصمت العربي حيال ما يرتكب من جرائم راحضحيتها الأبرياء، والحقيقة أن ديدن المملكة الذين يعرفه القاصي والداني هو الوقوف بجانب الحق، وما يحقق العدل، ويرسي الأمن والسلم خاصة في المحيط العربي، فوقوف المملكة حكومة وشعباً مع الأشقاء العرب غير مستغرب حيث أن التاريخ يشهد لها بالعديد من المواقف المشرفة. م/ عايض الميلبي- ينبع