طالب عدد من المسؤولين والمختصين والمواطنين الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام بسرعة تنفيذ مشروع تكييف الأجزاء المتبقية من المسجد الحرام وإيجاد حلول عاجلة وآنية لحين الانتهاء من المشاريع التطويرية وتنفيذ التكييف النهائي للحرم القديم. وأكدوا أن دخول شهر رمضان في موسم الصيف هذا العام والتوقعات في السنوات القادمة باشتداد حرارة الجو في رمضان يستلزم المسؤولين في شؤون المسجدالحرام بالإسراع في تنفيذ المشروع الذي استمرت دراساته لسنوات، واشتكى عدد من المصلين والزوار هذه الأيام من شدة الحرارة داخل صحن المطاف والأروقة القديمة والتوسعة السعودية الأولى غير المكيفة. وقال الدكتور يوسف بن عبدالله الوابل وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام للخدمات إن الرئاسة حريصة على تحقيق كل ما من شأنه راحة الحجاج والزوار والمعتمرين ومشروع تكييف كامل المسجد الحرام من المشاريع التي أولتها الرئاسة اهتمامها الكبير وهناك توجيهات من ولاة الأمر بمواصلة تطوير الأعمال والخدمات في المسجد الحرام. وقال الوابل: إن الحاجة ماسة لتكييف باقي أجزاء المسجد الحرام ونتلقى الكثير من الملاحظات المتعلقة بارتفاع درجة الحرارة هذه الأيام وهناك تقارير ترفع حول الخدمات المقدمة والأوضاع داخل المسجد الحرام يوميًا. من جانبه قال الدكتور إحسان المعتاز الأستاذ بجامعة أم القرى: لم تعد قضية تكييف المسجد الحرام أمرًا كماليًا وترفًا لا داعي له، بل أصبحت ضرورة ملحة لابد من السعي لإيجادها في أسرع وقت ممكن لارتباطها ببيت العظيم سبحانه وتعالى في أعظم البقاع المقدسة. وتعود أهمية تكييف المسجد الحرام لعدة عوامل هي: المشقة التي يعانيها حجاج بيت الله والزوار والمعتمرون أثناء تأديتهم نسكهم وطوافهم نتيجة الحر الشديد الذي تشهده مدينة مكةالمكرمة معظم فترات السنة، حيث يمتد الصيف فيها إلى أكثر من تسعة أشهر، مما يستلزم استنفار الجهود للتخفيف من آثار الحر لما في ذلك من التقوى على الطاعة والنشاط لها واكتمال الكثير من المشروعات العظيمة والهائلة، كتوسعة جسر الجمرات إلى خمسة طوابق، وتوسعة المسعى، واكتمال قطار المشاعر، واستمرار العمل في توسعة الحرم من جهة الشامية وغيرها، وبالتالي تبقى قضية تكييف الحرم هي أبرز المشاريع المتبقية وذلك للتخفيف من معاناة عمّار البيت الحرام وزواره وقاصديه وتزامن وقوع شهر رمضان المبارك خلال السنوات الأخيرة الماضية والقادمة في عز الصيف، وهو ما يزيد من معاناة الصائمين والطائفين والمصلين والمعتكفين وما نشاهده ويشاهده كل العالم من إمكانية تكييف الأماكن الكبيرة والمفتوحة، حيث شاهد الجميع الملف القطري لتنظيم كأس العالم وما احتواه من ملاعب كبيرة مكيفة لتتناسب مع إقامة كأس العالم في فصل الصيف. ولاشك ولا غرو أن بيت الله الحرام أولى وأجدر (ولا مقارنة) بالاهتمام بتكييفه، لاسيما وقد تلاشت حجة صعوبة هذا الأمر بملاعب قطر المكيفة. واشار المهندس نبيل عبدالرحمن قطب مدير عام الخدمات الى أن الرئاسة لديها دراسات لتبريد وتكييف المسجد الحرام بجميع أدواره وقام عدد من الجهات الاستشارية ومعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بتزويد الرئاسة ببعض الأفكار والآراء المتعلقة بتكييف المسجد الحرام وتوقع قطب تنفيذالمشروع قريبًا دون تحديد مدة معينة. واقترح الدكتور حمزة عقيل الأستاذ بجامعة أم القرى إنشاء دواليب ضخمة على أطراف صحن المطاف لتبريد وتلطيف جو الصحن ليخفف من معاناة الزحام على الطائفين وبالنسبة للتوسعة السعودية الأولى والرواق القديم يمكن ابتكار أساليب حديثة عاجلة لتكييف المسجد الحرام. وقال عقيل إن الناس يعيشون في معاناة هذه الأيام بسبب حرارة الجو خاصة في صحن المطاف والبدروم وأصبح الجو غير صحي وتنبعث روائح الأنفاس بطريقة مزعجة مما يفقد المصلي الطمأنينة أثناء الصلاة، وأقترح إنشاء دواليب وأجهزة تكييف ضخمة هذه الأيام في البدروم وهذا من الحلول التي لا تكلف الرئاسة مبالغ كبيرة لحين الانتهاء من المشروع الكبير لتوسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله للساحات الشمالية. ونوه العقيد يحيى الزهراني قائد قوة أمن الحرم المكي الشريف بالجهود التي تبذلها الدولة في خدمة الزوار والحجاج وقاصدي بيت الله الحرام وقال نحن نلمس يوميًا المشاريع التطويرية في المسجد الحرام وفكرة تكييف ما تبقى من أروقة وبدروم الحرم جيدة وتستحق الإشادة ونحن نؤيد المقترحات التى قدمها المختصون لتحقيق النجاح لمشروع تكييف المسجد الحرام.