* لا تعليم دون تربية ولا تربية دون تعليم، لذلك في عنق وعلى عاتق كل مربٍ معلم (أمانة) التربية والتعليم، مقترنة ببعضها البعض متى ما انفصل هذا (الجوهر) عن قيمه وقيمته، فقد أحدثنا انفصاماً في الفكر وازدواجية في الشخصية فلنحذر، وشهر رمضان معلم مربٍ حيث لم يتركنا خالقنا سدى، أتانا معلماً مربياً في كل شؤون حياتنا ومآلنا في الدنيا والآخرة. وحيث التربية تعهد وتوجيه ومتابعة وإصلاح وتقويم وتهذيب ورعاية واهتمام وكل أمر يهتم بثوابتنا وأخلاقنا وقيمنا وسلوكنا وجذورنا وتوازننا، لنكون فعلاً أبناء خير أمة أخرجت للناس، أبناء الأمة الوسطى أقوياء أمناء أسوياء صالحين، عارفين عالمين ومتفهمين راشدين ذلكم هو التطبيق الفعلي لكتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. نهجنا العظيم ودستورنا في الحياة. * أتى رمضان معلماً مربياً يتعهد ما صنعنا ويعيد علينا الدروس، ويذكرنا ما نسينا، اهتم بالفكر وما يصوغه، واهتم بالسلوك وما نفعله، واهتم بالأخلاق وما نتعامل به، واهتم بالنفس وما تسكن، واهتم بالعمل وما ننجزه. * عجبت من حالنا في رمضان أن أغلب الأسر لدينا، ولا أقول البعض، أصبح همهم ماذا يأكلون ماذا يعدون على سفر الإفطار والعشاء والسحور؟! كم من أصناف الطعام والشراب يتخيرون؟! وعجبت أكثر أنهم لم يفكروا أو يتفكروا في حال الجوعى والمساكين والأيتام والأرامل والمحاصرين، ومن بهم مجاعة لم يخطر فيما يفكرون فيه حال هؤلاء أخوتهم في الدين، وحتى في الوطن هناك أسر كثيرة تشكو الفقر والحاجة، وانظروا إن شئتم ملفات الجمعيات الخيرية لتلك الأرقام المهولة من المحتاجين من أسر سعودية وغيرها. هذا من عُرف وسجلت أسماؤهم، وما لم يُعرف ومن لم يذهب ومن هم في أطراف البلاد حالهم أشد مرارة وحاجة، عجبت للبعض منا لا ينفك عن (الإسراف) وما لذا وطاب من الطعام، وآخرون أشد حالة من الفقر والعوز!! ورمضان يذكرنا بحال هؤلاء الجياع المحتاجين والمحرومين، ولكننا مع الأسف حين نشعر بالجوع لا نتذكر إخوة لنا جياعاً محرومين، بل نتذكر ما لذ من الطعام كي نصنفه على موائدنا، وبدل أن نقول علينا إطعام (كذا) مسكين، أو نطرق باب تلك الأرملة ونمد بالطعام والكساء أولئك الفقراء، نجدنا نقول: نريد أن تطبخوا لنا أكلة كذا وكذا، وقد اشتهيت أن آكل كذا وكذا، ويأتي المغرب وقد وضع على المائدة عشرات الأصناف من الأطعمة، ورسول الهدى صلى الله عليه وسلم يقول: (حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه). وقال عليه الصلاة والسلام: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، وقوله: (لا يبيتن أحدكم وجاره جائع)، أين نحن من التكافل الاجتماعي والعدالة الاجتماعية..؟! أين نحن من إحساسنا بإخوتنا المسلمين..؟! وأين نحن من فقرائنا وأراملنا وأيتامنا..؟! لماذا أصبحنا أنانيين ماديين قاطعين لأهالينا - لأرحامنا - لجيراننا - لأقاربنا..؟! لماذا تقوقعنا وشغلنا بأنفسنا لماذا ولماذا ولماذا..؟! اسألوا أنفسكم ولوموها واردعوها ورمضان فرصة لتعديل وتصحيح المسار، وللذين يجاهرون أنفسهم ويتعهدونها في كل حين، ويتساءلون كثيراً عن أحوال الناس وما حلّ بهم من انحدار مشوّه نحو الأسوأ، طوبى لهم، فجهاد النفس أعظم الجهاد، ونستخلص من وضعنا في هذا (الخلط) العجيب أن المؤمن ممتحن في كل حين، هناك اختبار وتمحيص لقوة إيمانه وصبره ومجاهدته نفسه، وهو في هذا العراك والصراع مبتلى أكثر من غيره، فهل سيقوى ويصمد في وجه الرياح العاتية من كل صوب.. نسأل الله الثبات في القول والعمل على الوجه الذي يرضيه تعالى عنا جميعاً، فنحن في دار (عمل) لا جزاء فيها، والآخرة دار (جزاء) لا عمل فيها، وهنيئاً لنا يا أمة التوحيد هذا الحبيب معلماً ومربياً. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (62) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain