صبيحة الخطاب الذى وجهه خادم الحرمين الشريفين للأشقاء السوريين شهدت أروقة الجامعة العربية مشاورات مكثفة لعقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين لمناقشة الأوضاع فى سوريا. وقال السفير أحمد بن حلى نائب أمين عام الجامعة أن تطورات الأوضاع لا يمكن معها الانتظار إلى الاجتماع الدورى للمجلس على المستوى الوزارى مطلع الشهر القادم. وقال إن الاجتماع الطارئ يعقد بناء على طلب الدولة المعنية أو طلب ثلاث من الدول الأعضاء، وهو ما لم يتحقق حتى أمس وكان مدعاة للمشاورات المكثفة. وفي القاهرة دعا خبراء وسياسيون عرب الحكومة السورية إلى الوقف الفوري لإراقة دماء المواطنين والكف عن استخدام القمع الوحشي ضد المتظاهرين، خاصة مع الارتفاع المتزايد لعدد الضحايا، مثمنين موقف المملكة، ولغة الخطاب السعودي الحاسم الذى لا يقبل بقتل الأبرياء، والداعي إلى إصلاحات فعلية يلمسها المواطن السوري وليس مجرد أقوال، مؤكدين أن القيادة السعودية استشعرت بخطورة الوضع المتردي في سوريا حالياً، والذى لا يمكن توقع مساراته إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه. «موقف المملكة.. خطوة مهمة» ويرى خبير الدراسات العربية بمركز أبحاث الشرق الأوسط الدكتور علاء الدين فهيم أن موقف المملكة الذى جاء في كلمة خادم الحرمين الشريفين يمثل خطوة عربية مهمة لاستباق الموقف الدولي المتربص بسوريا ويسعى للتدخل في سوريا، وقال إن دعوة خادم الحرمين جاءت بمثابة «فيتو» على التدخل الدولى في سوريا وأن يبقى الحل عربيا أو من خلال القيادة السورية باتخاذ إجراءات إصلاحية ملحة وسريعة مع الوقف الفوري للعنف الدامي ووقف مذابح الأبرياء ،مضيفا أن موقف المملكة من المتوقع أن يتبلور إلى موقف خليجى وعربى موحد. «التحذير السعودى استشعار بالمسؤولية» وقال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية الدكتور محمد حسام الدين: إن انفلات الوضع الأمني في سوريا ينذر بخطورة كبيرة ويتطلب تحركا عربيا فاعلا للبحث عن مخارج سياسية للأزمة السورية، وهو ما بدأ يتبلور بعد خطاب خادم الحرمين الشريفين والذى تتبعه مواقف عربية مشابهة للضغط على دمشق لوقف العنف والولوج إلى إصلاحات سياسية فعلية، وقال إن الخطاب الموجه من القيادة السعودية إنذار شديد اللهجة لسوريا لوقف العنف والتدخلات الخارجية. وأضاف أن التحذير السعودى استشعار بالمسؤولية وللنهاية المؤسفة التى وصل إليها، خاصة وأن الخيارات مفتوحة لكل الاحتمالات في المرحلة المقبلة. «بلورة موقف عربي ضاغط « وتوقع الخبير في الشؤون العسكرية اللواء المتقاعد طلعت مسلم أن يسهم التحذير السعودي في ضغط عربي متزايد على النظام السوري، لافتاً أنه سيتبعه مواقف متشابهة لا شك أنها ستساهم في بلورة موقف عربى ضاغط. ويرى أن النظام السوري ارتكب خطأ فادحاً وتاريخياً وهو ما استشعره خادم الحرمين الشريفين بعد توريط الجيش في عمليات قتل المتظاهرين وفتح النار في وجه الشعب الأعزل «التخلى عن العنف وإعمال العقل» ودعا أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية د.فخرى الطهطاوي القيادة السورية إلى وقف الاستخدام المفرط للقوة ضد المحتجين واستخدام المدفعية الثقيلة دون تمييز، وإجراء حوار وطني. وقال إن الموقف السعودي يؤكد على أهمية التوقيت للخطاب في ظل تزايد العنف ضد المتظاهرين، وهو مسعى لاتخاذ قرار بالتخلي عن قتل المتظاهرين وإعمال العقل.