يبدو أن موضة هذا العام لدى الأقطار المصدرة للنفط في منظمة (أوبك) هي زيادة الاحتياطي من النفط الخام! فقد رفعت العراق احتياطيها منه بنسبة 24,4% ليصبح 143,1 بليون برميل. ورفعت إيران أيضاً احتياطيها منه بنسبة 10,3% ليصبح 151,2 بليون برميل. كما أعلنت المنظمة أن احتياطيات فنزويلا أصبحت 296,5 بليون برميل متجاوزة لأول مرة احتياطي المملكة البالغ 264,5 بليون برميل. فلماذا تسعى الدول في منظمة (أوبك) لزيادة احتياطياتها من النفط الخام؟ السبب في ذلك هو نظام الحصص. فكلما زادت احتياطيات الدولة من النفط الخام، ازدادت حصتها الإنتاجية عند تقسيم انتاج المنظمة الكلي (أو سقف إنتاجها). وقد أشرت في كتابي «بمداد من ذهب أسود» إلى أن تضخيم الاحتياطيات نشأ منذ الأخذ بنظام الحصص بالمنظمة في سنينها الأولى حتى أن بعض الدول الأعضاء لم يحدّثوا أرقامهم على مدى عقود من الزمان. ولقد طالب الرئيس الفنزويلي – بعد إعلان زيادة احتياطياتهم النفطية – بزيادة حصة بلاده في انتاج المنظمة ليتجاوز إنتاج المملكة. بيد أن هذا الكلام ما هو إلا للاستهلاك المحلي، لأن معدل إنتاج فنزويلا هو أقل من ثلاثة ملايين برميل يومياً (2,85 ملايين عام 2010م) وسوف تستمر بلاده عشرين سنة، إلى عام 2031م لتتمكن من إنتاج ثمانية ملايين برميل يومياً، وهو المستوى الأدنى لإنتاج المملكة منذ سنوات. مع العلم بأن قدرة المملكة حالياً، إنتاج 12,5 مليون برميل يومياً. هذا أحد الفوارق الهامة في الانتاج بين الدولتين أما الفارق الآخر فهو أن معظم الاحتياطي الجديد في فنزويلا يأتي من حزام أورينوكو وهو نفط مغاير للنفوط الخام المعتادة، حيث أنه نفط ثقيل جداً ويحتاج إلى معالجات خاصة لتحويله إلى النفط الخام المعتاد. لذا لو أقرت (أوبك) زيادة حصة فنزويلا فلن تستطيع الوفاء بإنتاج حصتها كاملة، وإنما سوف تفتح باباً جديداً للتجاوزات يزيد المنظمة فوضى وعدم صدقية.
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (60) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain