د. أيمن شبانة أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة «تينسي» بالولاياتالمتحدة، أحد الشباب المسلم الذي يعيش أحلام وآمال الواقع الإسلامي في الداخل الأمريكي، وفي حواره ل »المدينة« أكد شبانة أن المسلمين داخل الولاياتالمتحدة اليوم يعيشون بين عهدين أحدهما تميز بالاضطهاد للمسلمين وهو العهد الماضي والآخر هو عهد «المهادنة»، موضحًا أن مسلمي أمريكا يعيشون صراعًا ثقافيًا بين الأجيال بسبب اختلاف الثقافات بين الجيل الأول والثاني الذي جاء مهاجرًا للولايات المتحدة من العالم العربي والإسلامي، وبالتالي كان محملًا بمنظومة قيمية ودينية محددة تنطلق من ثوابت الإسلام، وبين الجيل الحالي الذي نشأ وترعرع في أحضان الثقافة الأمريكية فتشبع بهذه الثقافة وانبهر بها، فأصبح متمردًا على قيم وتقاليد آبائه وأجداده. وأشار إلى بروز جيل جديد من القادة المسلمين الأمريكيين الذين يحاولون المواءمة وإنشاء مؤسسات تتبنى قضاياهم وتدافع عنهم، مما يجعل هناك ترابط كبير بين أبناء المجتمع الإسلامي في الداخل الأمريكي. * كيف تنظر إلى الوضع الإسلامي داخل الولاياتالمتحدة في الوقت الحالي؟ - المسلمون داخل الولاياتالمتحدة اليوم يعيشون بين عهدين أحدهما تميز بالاضطهاد للمسلمين في العالم أجمع وتراجعت في عهده القضايا الإسلامية وحقوق المسلمين داخل الولاياتالمتحدة وخارجها وهو عهد الرئيس السابق بوش الذي كانت سياسته واضحة للجميع، والعهد الآخر هو عهد «المهادنة» وهو عهد أوباما الذي يسعى لمهادنة المسلمين، وكسبهم في صفه وإبراز استعداده الدائم للحوار مع المسلمين داخل الولاياتالمتحدة خاصة وفي العالم بشكل عام والعالم الإسلامي على وجه الخصوص، وهذه الطريقة التي يسير بها أوباما حققت نوعًا من الهدوء النسبي للمسلمين داخل الولاياتالمتحدة * على صعيد المسلمين في الداخل الأمريكي هل تعانون من صراع الأجيال وبخاصة مع اختلاف الثقافات بين الأجيال الماضية والجيل الحالي؟ - هذا الصراع موجود بالفعل ونحن نعاني منه في الداخل الأمريكي بسبب اختلاف الثقافات بين الجيل الأول والثاني الذي جاء مهاجرًا للولايات المتحدة من العالم العربي والإسلامي وبالتالي كان محملًا بمنظومة قيمية ودينية محددة تنطلق من ثوابت الإسلام، وبين الجيل الحالي الذي نشأ وترعرع في أحضان الثقافة الأمريكية فتشبع بهذه الثقافة وانبهر بها، فأصبح متمردًا على قيم وتقاليد آبائه وأجداده، وهذا الأمر ليس خاصًا بالولاياتالمتحدة وحدها ولكنه موجود في الغرب بشكل عام، ونحن نحاول باستمرار مقاومة هذا التمرد بجعل الأجيال الشابة دائمًا ملتصقة بتعاليم الإسلام وغرس المبادئ الإسلامية بداخلهم، وإقناعهم بأننا لا نرفض الثقافة الإسلامية ولكن شريطة ألا تكون سببًا في ذوباننا فيها وضياع هويتنا العربية والإسلامية. * هل بالفعل تغيرت الصورة النمطية عن الإسلام في الداخل الأمريكي في الوقت الحالي؟ - بالتأكيد تغيرت هذه الصورة إلى حد كبير لأن صورة المسلم الإرهابي كان الساسة في عهد بوش يحاولون باستمرار ترسيخها في الذهنية الأمريكية واليوم يحاول أوباما القيام بالعكس، ونحن نعمل جاهدين على تغيير هذه الصورة وإبراز الصورة الحقيقية عن الإسلام والمسلمين، ونستطيع القول ان الفترة الحالية تشهد إقبالًا متزايدًا على الإسلام في الولاياتالمتحدة والغرب بسبب وسطيته وتسامحه، وأيضًا على صعيد المسلمين أنفسهم والتنسيق فيما بينهم في الوقت الحالي نجد ظاهرة بروز جيل جديد من القادة المسلمين الأمريكيين الذين يحاولون المواءمة وإنشاء مؤسسات تتبنى قضاياهم وتدافع عنهم، مما يجعل هناك ترابط كبير بين أبناء المجتمع الإسلامي في الداخل الأمريكي. * ولكن مع كل ذلك هل ما زال هناك حالات اضطهاد للمسلمين فى الولاياتالمتحدة؟ - الأمر لا يخلو من وجود اضطهادات تحدث للمسلمين من وقت لآخر وهناك اعتداءات ومواقف وقعت ضد عدد من المسلمين تدل على الاضطهاد وحدثت وقائع اعتداء وهجوم، لكن السلطات الأمريكية تحاول دائمًا إرسال رسائل تطمين إلى المسلمين والمجتمع ككل، بأن الأساس الذى تتعامل به مع الناس هو مبدأ «المواطنة» بغض النظر عن الهوية الدينية أو العرقية.