أدان مجلس الأمن الدولي في بيان صدر أمس انتهاكات حقوق الإنسان واستخدام القوة ضد المدنيين على إيدي السلطات السورية، فيما شدد البيت الابيض موقفه من الرئيس السوري بشار الاسد قائلا ان الولاياتالمتحدة تعتبره سبب عدم الاستقرار في البلاد. وفيما نأى لبنان وهو من الاعضاء غير الدائمين في مجلس الامن بنفسه عن البيان الذي وافق عليه الاعضاء الاربعة عشر الاخرون في المجلس، قال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني في مؤتمر صحفي مشددا موقف الولاياتالمتحدة من الزعيم السوري الذي شن هجمات عسكرية على المحتجين العزل «نحن لا نريد ان نراه باقيا في سوريا من اجل الاستقرار بل نحن نعتبره السبب في عدم الاستقرار في سوريا». وكرر كارني دعوة ادارة اوباما للاسد الى وقف العنف واطلاق سراح آلاف المعتقلين وافساح السبيل لتحول الديمقراطي لكنه قال إن البيض الابيض يبحث ايضا عن سبل للضغط على دمشق. وقال «سنواصل بالتأكيد البحث عن سبل لاتخاذ خطوات اضافية للضغط على النظام كي يضع حدا لما يمارسه من عنف. ونحن نعتقد صراحة أن من الصواب القول إن سوريا ستكون افضل حالا دون الرئيس الاسد». إلى ذلك انتشرت مئات الدبابات حول مدينتي حماة ودير الزور السوريتين، بينما شوهدت دبابات تتجه نحو مدينة السلمية (ريف دمشق) في ظل انقطاع للاتصالات الهاتفية. وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن أن «نحو مئتي دبابة بالإضافة الى اليات عسكرية اخرى تحاصر مدينة دير الزور من جميع الاتجاهات»، وأضاف ان «اكثر من مئة دبابة وصلت من طريق حمص وطريق خان شيخون، بالاضافة الى عشرات ناقلات الجند المدرعة»، مشيرا الى «انقطاع الاتصالات الارضية والخلوية عن مدينة حماة». وبدأت قوات الجيش التي انتشرت في حماة بقصف اثنين من احياء المدينة التي شوهد الدخان يتصاعد في اكثر من منطقة فيها، وذكر رامي عبدالرحمن ان «القصف تركز على منطقة جنوب الملعب وحي المناخ»، مشيرا الى ان «بعض المنازل هدمت جراء القصف»، واضاف ان «قوات الامن والجيش اقامت حواجز لمنع الاهالي من النزوح». وقال سكان ان الدبابات السورية دخلت أمس الى ميدان العاصي الرئيسي في قلب حماة بعد ان قصفت المدينة، وقال احد السكان في اتصال من هاتف يعمل بالاقمار الصناعية من داخل المدينة «قطعت كل الاتصالات. النظام يستغل تركيز وسائل الإعلام على محاكمة حسني مبارك حتي ينهي مهمته في حماة»، وأضاف ان القصف تركز على حي الحاضر الذي دمر جزءًا كبيرًا منه خلال حملة عسكرية على حماة عام 1982 أسفرت عن سقوط آلاف القتلى. وقال إن الدبابات شوهدت وهي تتحرك من الجنوب الى وسط حماة تصاحبها مجموعة من الوحدات منها الميليشيا المعروفة باسم الشبيحة وقوات مشاة وقوات خاصة. وتحدث ناشط آخر عن «دبابات شوهدت وهي تتجه نحو ساحة العاصي وسط المدينة واخرى ترافقها اليات عسكرية في عدد من المناطق»، واضاف الناشط ان «دوي الانفجارات التي تسمع في اكثر من مكان يوحي بحرب مفتوحة في المدينة».