بدأت فعاليات مهرجان سراييفو للسينما في وقت متأخر يوم الجمعة الماضي وكُرّم المخرج السينمائي الإيراني السجين جعفر بناهي الذي أعطى أول عمل سينمائي له الشرارة الأولى لأول نسخة للمهرجان قبل 17 عامًا، والذي نظم وقتها في تحد للحرب التي دارت رحاها بين عامي 1992 و1995. وأقيم المهرجان قبيل رفع حصار قوات صرب البوسنة للمدينة الذي استمر 43 شهرًا وتطور ليصبح أكبر مهرجان سينمائي في البلقان. وقال ميرساد بوريفاترا مخرج المهرجان: «إن أول مهرجان افتتح بفيلم ((البالون الأبيض)) للمخرج بناهي في ظل ظروف صعبة للغاية ولكن صحبته حماسة وتطلع للحرية لا يمكن تصديقه». وأضاف وهو يعرض جائزة قلب سراييفو خاصة لبناهي: «هذا الفنان المدهش لا يزال يذكّرنا بأهمية الحرية والإبداع الفني وهو بالضبط ما صنع مهرجان سراييفو السينمائي في عام 1995». وأُلقي القبض على بناهي العام الماضي ووُجهت له تهمة إخراج فيلم دون تصريح والتحريض على تنظيم احتجاجات معارضة عقب الانتخابات الإيرانية التي جرت في عام 2009. وصدر بحق بناهي حكم بالسجن ست سنوات في سبتمبر وحُظر عليه إخراج أو كتابة أو القيام بأي شكل من أشكال العمل الفني لمدة 20 عامًا. وحظر بناهي الفائز بالعديد من الجوائز الدولية والمؤيد لزعيم المعارضة الإيرانية مير حسين موسوي في الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها من السفر للخارج لمدة 20 عامًا. وأدان المجتمع السينمائي بشدة الحكم. وقال بناهي في خطاب لمنظمي المهرجان مع انتظاره لقرار بشأن طلبه استئناف الحكم: «خلال الشهور الستة الأخيرة أنتظر صدور الحكم النهائي وهذا الوضع المهمل ليس أفضل من أن أكون في السجن». وأضاف: «بالنسبة للمخرج السينمائي عندما يكون الإخراج مستحيلًا فإن العيش تحت أي ظرف يكون سجنًا». وأعرب المخرج الإيراني عن أمله في أن يتمكّن من حضور المهرجان ثانية. ويمثّل المهرجان مركزًا رئيسيًا لعرض أفلام أوروبا الشرقية وسيعرض في نسخته هذا العام أكثر من مائتي فيلم خلال تسعة أيام. وتتنافس تسعة أفلام رئيسية من النمسا في الغرب وحتى تركيا في الشرق ساهم المهرجان في إنتاج ثلاثة منها على جائزة قلب سراييفو التي تبلغ قيمتها 25 الف يورو. ويستضيف المهرجان كل عام نحو مئة الف مشاهد العديد منهم من دول مجاورة ويقول مسؤولو فنادق ومسؤولون في قطاع السياحة ان كل أماكن الإقامة تقريبًا قد حُجزت.