قال مصدر أمني في جنوب اليمن: إن 13 بينهم ضابط برتبة عقيد و خمسة جنود يمنيين قتلوا ليلة امس السبت في اشتباكات في ضواحي مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين التي تحاول القوات الحكومية استعادتها من تحت سيطرة الجماعات المسلحة، بينما قتل 14 من رجال القبائل الموالية للقوات الحكومية عن طريق الخطأ في قصف للطيران الحربي نفذ ليلة امس على مدينة شقرة الساحلية التابعة لمحافظة أبين. وأكد المصدر الأمني أن سبع من الجماعات المسلحة المتشددة قتلوا في الاشتباكات التي دارت بين قوات الجيش والجماعات المسلحة خارج مدينة زنجبار بمحافظة أبين - جنوب اليمن. إلى ذلك قال مصدر قبلي مشارك القوات الحكومية في قتال مسلحين يفترض انتماؤهم الى تنظيم القاعدة او تنظيم أنصار الشريعة، أن الجيش استهدف رجال قبائل اعتقد بطريق الخطأ أنهم من المتشددين عند اقترابهم من زنجبار قادمين من مدينة شقرة الساحلية في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة. وكان الشيخ محمد سكين الجعدني القائد الميداني لحشود القبائل في أبين ووادي حسان شرق زنجبار، أكد أمس، ان القبائل حسمت امرها لدخول مدينة زنجبار وتطهيرها من العناصر المسلحة وهي الآن بدأت بالتحرك لتنفيذ وعدها والقيام بواجبها في تطهير زنجبار. وأضافت المصدر ان نحو 14 فردا من القبائل الموالية للجيش قتلوا وأصيب آخرون في القصف الذي نفذه الطيران الحربي اليمني على المنطقة التي كانت مسرحا لمواجهات بين مسلحين ورجال قبائل، مستهدفا عناصر القاعدة، إلا أن الطيران أخطأ هدفه وأصاب القبائل أيضاً لقرب الهدفين من بعضهما، كما شنّ الطيران اليمني غارة جوية أخرى على مواقع لمسلحي القاعدة في منطقة الشيخ سالم وزنجبار. وكانت الجماعات المسلحة المتشددة قد سيطرت على عدد من المناطق في محافظة أبين مما أثار مخاوف في الغرب من أن يستغل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتمركز في اليمن الفوضى السياسية الجارية في البلاد والاحتجاجات المناهضة للحكومة المستمرة منذ ستة شهور. وعلى الصعيد السياسي اليمن، جدد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر، تحذيره من الشلل الذي تعاني منه مؤسسات الدولة وتدهور الوضع الإنساني الناجم عن قلة إمدادات الوقود والانقطاع الطويل في التيار الكهربائي وتعمق الأزمة الاقتصادية وما ينجم عن ذلك من معاناة «غير مقبولة وغير محتملة للشعب اليمني». وعبر بن عمر، عن قلقه البالغ إزاء التدهور الخطير الذي تمر به البلاد وقال إنه سيغادر صنعاء اليوم لتقديم تقرير إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن نتائج زيارته الأخيرة ولقاءاته بالأطراف اليمنية. وقال في مؤتمر صحفي عقده في ختام زيارته لليمن والتي استمرت اكثر من اسبوع مساء الجمعة، إن حضوره إلى اليمن كان بالنيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وان تقريره إلى مجلس الأمن هو تقرير الأمين العام، مضيفاً أن سيغادر صنعاء إلى نيويورك لتقديم التقرير على أن يعود لاحقاً إلى صنعاء. وأضاف المبعوث الأممي إنه مقتنع بأن الحل السياسي للأزمة اليمنية لا يزال ممكناً، مشدداً على ضرورة مواصلة جميع الأطراف العمل للتوصل إلى اتفاق حول كيفية الدخول في المرحلة الانتقالية. وبشأن الاختلافات بين الأطراف السياسية، قال بن عمر إنه لمس خلال لقاءاته بالأطراف رغبة لإيجاد حل، وإجماعاً على دخول اليمن في مرحلة الانتقالية، مضيفاً أن الاختلافات موجودة على «تفاصيل الدخول في المرحلة ومدتها والانتخابات». كما تحاشى الحديث عن الأطراف التي تعرقل الوصول إلى حل. وقال «لقد حان الوقت من أجل أن يتحمل القادة السياسيون كامل مسؤولياتهم من أجل التوصل لحل سريع يبنى على المبادرة الخليجية ويستجيب لآمال الشعب اليمني بمن فيهم الشباب بأسرع وقت ممكن وتجنيب البلاد كارثة حقيقية». وأضاف بن عمر أن «الوقت حان لاتخاذ القرارات لأن البلاد لا يمكنها الانتظار مع استمرار المناورات السياسية»، وتابع: «إن القادة السياسيين يواجهون خيارين: التوصل إلى اتفاق مقبول للجميع وتنفيذه والدخول في المرحلة الانتقالية فوراً. أو انهيار الدولة وصوملة اليمن». وقال جمال بن عمر: إن الدخول إلى المرحلة الانتقالية سيمكن جميع الأطراف من الجلوس على طاولة مستديرة لمناقشة القضايا العالقة، وألمح إلى وجود اتصالات بين الأطراف السياسية قائلاً: «هناك إرادة وتواصل.. وإذا استمرت هذه الجهود فسيتم التوصل إلى صيغة ترضي الجميع».