أن تكون مضطهداً وغير مرغوب فيك يجعلانك، شئت أم أبيت، تشعر ماذا يعني أن يكون غيرك مضطهداً وغير مرغوب فيه. هذا هو الشعور الطبيعي للإنسان السوي الذي تحمله تجربته القاسية في الحياة لتقدير قسوة الحياة على الآخرين فيحاول أن يمد لهم يد العون والمساعدة، وفق جهده وطاقته وإمكاناته الذاتية. ولقد عانى اليهود من الكره والاضطهاد، خاصة في دول الغرب، حين كانوا يعاملون كمنبوذين ويصرخ الناس في وجوههم بكلمة «يهودي قذر». وبالفعل هناك فئة قليلة من اليهود الذين حملوا هذه التجربة معهم ، فمع أنهم يهود وينتمي بعضهم إلى دولة إسرائيل، إلا أن بعضهم من أعظم المدافعين عن الحق الفلسطيني، ليس عداء لأبناء جنسه أو لدولته أو خلافا مع اليهود ولكن لأنهم يقولون كلمة الحق. وهكذا، ومع كل أولئك اليهود والإسرائيليين الذين تنبض عروقهم بالكراهية ضد العرب .. وتنضح صدورهم بالغل والحقد لكل ما هو عربي .. حتى ولو كان كلمة «السلام» ينطق بها عربي، أو غصن زيتون يرفعه فلسطيني، أو حمامة يطلقها طفل من منفاه إلى بيته داخل الأراضي المحتلة، يوجد هناك أيضاً يهود وإسرائيليون عقلانيون في المجتمع الإسرائيلي. وتعترف الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان في كتابها «الرحلة الأصعب» التي تتناول فيها سيرتها الذاتية صداقتها، وهي الفلسطينية المناضلة التي أعلنتها السلطات الإسرائيلية عدوة لشعب إسرائيل، وآكلة لحوم أطفالهم، بأنها تتمتع بصداقة ومحبة لعدد من اليهود الذين عرِفتهم عن قرب، «أولئك الذين لمست دفء قلوبهم وصدق إنسانيتهم وبعدهم في تعاملهم مع العرب عن روح التعالي القومي». وتؤكد الشاعرة أنها وهي في صحبة صديقة أو صديق يهودي لا تشعر إطلاقا أنها تجلس إلى إنسان ينتمي إلى دولة عدوانية اغتصبت أرض آبائها وأجدادها.. «. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain