قال الضَمِير المُتَكَلّم : الأم ذلك القلب الحنون ، الأم ذلك الحضْن الدافئ ، والكنز المكنون ، الأم تلك التي تعطي أبناءها بسخاء ، الأم التي روحها على كفها ، وهي دائماً لأفراخها فداء !! تصوروا ذلك المَلاك الطاهر يضطر إلى أن يَقْتل طِفْلَه ، ويخنقه بيديه ، يصنع ذلك الفِعْل الكبير رحمة بذلك الصغير ، يفعل ذلك لأنه أيقن أن الموت له أرحم من الحياة ؛ بل هو الحياة !! آهٍ آهٍ ما أقسى الحياة حيث تَئِد الأمّ رضيعها في ( الصومال ) رحمة به من قسوة وأَلَم الجوع ؛ هذا ما أكده تقرير بثته قناة الجزيرة الفضائية قبل يومين عن المجاعة في القرن الأفريقي عموماً ، والصومال العربية المسلمة تحديداً ؛ حيث هناك الملايين من إخواننا لا غذاء لهم إلا ذَرّات الرمال ، فراشهم لهيب الأرض ، وكساؤهم قسوة السماء ! فحالة الفوضى التي يعيشها ( الصومال ) منذ سنوات ، وفقدانه للمؤسسات التي من شأنها مواجهة مثل تلك الحالات ضاعفت من وطأة المأساة ، وحولتها من مجرد جفاف إلى كارثة أزهقت الألوف ، وهي الآن تهدد حياة أكثر من ( 12 مليون إنسان ) معظمهم من الأطفال والنساء ؛ خاصة في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات المتحاربة !! العالم الغربي رسمياً وسياسياً يتجاهل هذه المأساة الإنسانية ؛ إذ لا مصالح له ولا مكاسب هناك ؛ وجمعياته الإغاثية في الساحة تحاول ولكن جهودها غير كافية ، وتركيزها على النازحين للدول المجاورة ؛ بينما المعاناة أكبر للمشردين في الداخل الصومالي !! أما المسلمون والعرب ففي الجانب الرسمي التزموا سياسة الجحود والصمت ، وعدم المبالاة في معالجة المشكلات والحروب الأهلية التي تمزق البلاد ؛ فلا شيء إلا تصريحات مملة تدعو أطراف الصراع إلى ضبط النفس وحَلّ المشكلات . أما الجمعيات الخيرية الإسلامية فهي كالعادة غائبة فِعْلِيّاً عن الميدان . يا رباه القنوات الفضائية تبث لنا المشاهد والصور المرعبة عن مَجَاعَة حولت الأجساد إلى هياكل عظمية ، ربما أكلتها الأفواه الجائعة ! يا الله إخواننا في الصومال يموتون من الجوع صباح مساء ، والمسلمون يتسابقون الآن على الأسواق لشراء ما لذّ وطاب ؛ لالتهامه في رمضان حتى يثبتوا أن للصائم فرحتين !! أين أخوة الإسلام ؟! أين الإنسانية ؟! ما هذه القسوة ؟! أين دور العلماء ؟! أين دور الإعلام الاسلامي والعربي في الدعوة لنجدة أولئك البؤساء ؟! أين الجمعيات الخيرية الاسلامية ؟! يا هؤلاء تناسوا الاختلافات المذهبية ، وفقدان المكاسب السياسية ، وتجاهلوا ما يفعله القراصنة ؛ وتذكروا فقط صورة تلك الأم التي بيديها تُزْهِق روح جنينها لترحمه من عذاب الجوع ؟! وهَلموا لنصرة إخواننا في الصومال ، وتعالوا لِننظم حملات إغاثية ؛ فالحكمة العظمى من الصوم أن نشعر بمن هم جِياع ! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . فاكس : 048427595 [email protected]
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain