قالت مصادرعسكرية ميدانية أن المسلحين القبليين الموالين للمتظاهرين في اليمن والذين يخوضون معارك عنيفة منذ أكثر من شهرين شمال صنعاء، مع القوات الحكومية التابعة للحرس الجمهوري الذي يقوده العميد احمد علي عبدالله صالح نجل الرئيس اليمني، تمكنوا صباح أمس الخميس، من اقتحام والدخول إلى معسكر الصمع التابع للحرس الذي يبعد عن مطار صنعاء الدولي نحو 25 كيلو. وجاء سقوط المعسكر الذي يوصف بأنه من أقوى وأكبر معسكرات الحرس الجمهوري بعد حصار فرضه المسلحين القبليين عليه لمدة تزيد عن شهرين، واشتباكات ضارية استخدمت فيها أسلحة ثقيلة ومتوسطة بين أفراد المعسكر والمسلحين القبليين. وفيما تتكتم السلطات الحكومية عن عدد القتلى من جانب الجنود جراء الاشتباكات مع القبائل، قال جندي في اللواء 62 حرس جمهوري الواقع في تلة فريجة المقابلة لمعسكر الصمع: إن القبائل دخلوا المعسكر وسيطروا على أجزاء واسعة منه، غير أن القصف الجوي أجبرهم على الانسحاب، وأضاف مشترطاً عدم ذكر اسمه أنه شهد سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجنود والذين نقلوا لمركز طبي تابع لقوات الحرس بأرحب. وقال الجندي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن ثلاثة جنود قتلوا وجرح 5 آخرون في معسكر الفريجة لكن ليس لديه معلومات بشأن ضحايا معسكر الصمع، وأردف: «ابن عمي مجند جديد في الصمع.. لقد قتل في اشتباكات اليوم». وأكدت مصادر أن الطيران الحربي اليمني شارك في المعركة منذ ليل أول أمس وحتى ظهر أمس، حيث شن سلاح الجو غارات على عدة مناطق في مديرية أرحب شمال العاصمة صنعاء تركزت على القرى المجاورة للمعسكرات ومعسكر الصمع الذي تمكن مسلحون قبليون من الدخول إليه حيث لا تزال اشتباكات عنيفة تدور بداخله. وشن الطيران اليمني غارات حربية عنيفة على أجزاء المعسكر التي سيطر عليها القبائل، وعلى قرى «شعب والأبوة وشراع» المحيطة بالمعسكر. وتقوم قوات الحرس الجمهوري في اللواء 61 في الصمع واللواء 62 الواقع في منطقة فريجة، ومنذ أكثر من شهرين بقصف يومي على قرى أرحب منذ نحو شهرين تستخدم فيه الدبابات والمدفعية وصواريخ الكاتيوشا، ويقول سكان محليون إن القصف أسفر عن مقتل أكثر من أربعين بينهم نساء، وإصابة أكثر من مائة. وشهدت أرحب التي تقع على بعد نحو ثلاثين كيلو متراً من صنعاء نزوحاً للأهالي، كما تسبب القصف في تدمير عشرات المنازل وآبار المياه الارتوازية، وإتلاف المزارع.