هذا الوطن الذي أعيش فيه ويعيش معي الملايين من المواطنين والمقيمين هو وحده دون سواه الذي يستحق الحب والتضحية بالدم والروح ليبقى شامخاً باسقاً يثرى ويتسامق مع الأيام. فالحب الحقيقي والخالد هو حب الوطن الذي لايضاهيه أي حب آخر وقد قيل سابقاً أن حب الوطن من الإيمان ... وما دام الحال كذلك فإنه لا مرية في أن من لا يحس ولايشعر بأن وطنه جزء لا يتجزأ من تركيبته النفسية والإجتماعية والثقافية هو إنسان أو مواطن يعيش خارج حدود الوطن وخارج حياة الوطن. ففي هذا الوطن الغالي المملكة العربية السعودية وبفضل من الله ثم جلالة المغفور له الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود – طيب الله ثراه – توحدنا والتأمنا وتحضرنا وبدأنا الولوج إلى عالم جديد مليء بالمفاجآت والإنجازات العلمية والأدبية والثقافية والفكرية والحضارية، ولهذا الوطن الحبيب دور عظيم في صياغة إنسانيتنا ومجتمعنا السعودي المميز في المضامين العقدية الأخلاقية والإجتماعية والأمنية والإقتصادية. إن هذا الوطن وإن بدا لنا صحراء قاحلة تخلو من الأنهار والإخضرار إلا أنه يحمل معاني الحب والوفاء والكرم والتضحية نشعر بها في دموعنا.. في إرتعاش أصابعنا حينما ننوي مجرد الكتابة عنه فهو كل شيء بالنسبة لنا، هذه المعاني نحس بها في مشاعرنا تجاه إخواننا الأبعدين منهم والأقربين، فهو ولاغيره أحد علمنا كيف نعشق ونحب ونساعد ونعفو عندالمقدرة وكيف نكون غاية في التسامح. إني لأتذكر كيف كان الكثير من كبار السن يروون لي ماكان يحدث في الجزيرة العربية من صراعات وسلب ونهب وتخلف فكري وثقافي،وما ان تم توحيد المملكة العربية السعودية على يد مؤسسها الملك/ عبد العزيز آل سعود – طيب الله ثراه- حتى استقرت الأمور، وهدأت الحياة وساد الأمن، وأقيم النظام الإسلامي كدستور يحتكم إليه على وجه شامل في مسائل الأخلاق والمعاملات والقضاء وأقيم نظام إداري يتم من خلاله تدبير حاجيات الناس وشؤونهم الحياتية وتحولت المملكة مع مرور وقت قصير إلى دولة متميزة وتحول البدو الرحل إلى رجال أعمال وأدب وعلم. وقد أستطاع الملك الموحد / عبد العزيز رحمه الله أن يوظف المكان الجغرافي والبشري والتاريخي لمصلحة بلاده... هذا الرجل « المعجزة « الذي لا تتسع كل الصحف والمخطوطات والمعاجم والقواميس وكل المجلات عن ذكر مناقبه العظيمة أستطاع بعبقريته الفذة وذكائه الحاد وإيمانه القوي خدمة مصالح أمته الإسلامية في كافة الميادين العالمية. ولكي نفهم عمق الملك/ عبد العزيز آل سعود – طيب الله ثراه- السياسي علينا أن نقرأ الوثائق التي تؤكد قدرته العامة في صياغة القرار وشمولية النظرة ومن ذلك مثلاً ( من الخطأ المراهنة على الجواد الخاسر وخاصة إذا كنت ضعيفاً). *.إن المواطنة هي أن يشعر الإنسان بعلاقته الوطيدة كعلاقته بأهله وبيته، وكما أن الإنسان مسئول عن بيته الصغير ببنائه وتعهده بالرعاية فهو مسئول أيضاً عن الوطن بيته الكبير. المواطنة تقتضي أن يحترم الإنسان وطنه ورموزه في الداخل والخارج بحيث يذب عنهم وينافح ما وسعه السعي عن قضاياه ويقدمه بصورة جميلة تضفي عليه ملامح الحسن والجمال. إن من المواطنة أن يحب بعضنا البعض فبدونه لايكون الوطن عملاقاً إذ أن الحب وحده جامع القلوب وموحد اللغات للمضي إلى الأهداف الصغيرة منها والكبيرة. حفظ الله وطني الغالي في ظل قيادة مقام خادم الحرمين الشريفين الملك/ عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير/ سلطان بن عبد العزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير/ نايف بن عبد العزيز – حفظه الله- وجميع أسرتنا السعودية الكريمة. فهد شباب الحربي - المدينة المنورة