كشف مدير المستشفى العام بمحافظة محايل عسير الدكتور معيض بن عبدالله عسيري عن توجيه صادر من الشؤون الصحية بمنطقة عسير لإدارة المستشفى بنقل التموين الطبي إلى مبنى المستشفى القديم، مشيرًا إلى أنه غير مؤهل من الناحية الطبية ولا يصلح لأن يكون مكانًا لتخزين مواد طبية. وعن وضع المستشفى الجديد قال: إن إدارته الطبية تضطر إلى إخراج بعض الحالات المنومة ليستقبل المستشفى حالات أخرى أشد حاجة لمحدودية السعة السريرية، وأضاف: إن ممرضة واحده تتابع 8 مرضى في قسم العناية المركزة قدمت من 3 أشهر فقط بعد ما كان يتابع الحالات طبيب التخدير، مشيرًا إلى أن طبيب الطوارئ سافر لقضاء إجازته ورفض العودة مجددًا بسبب ضغط المراجعين. جاء ذلك في لقاء عُقد أمس في قاعة التدريب بالمستشفى حضره محافظ محايل عسير محمد بن سعيد بن سبره والمدير الطبي في المستشفى الدكتور أحمد القنوي ومدير المراكز الصحية محمد بن زيد عسيري ورجال الإعلام والصحافة وعدد من المواطنين. وفي بداية اللقاء قدّم د. معيض عرضًا مرئيًا استعرض فيه إحصائيات وأرقام من واقع عمل المستشفى وصفها بالضخمة والمحزنة ولا تتناسب مع طبيعة المستشفى الذي يعاني نقصًا في الكوادر والمعدات الطبية ومماطلة شركات الصيانة. وأوضح أن سعته السريرية المتمثلة في 150 سريرًا لا تتناسب مع عدد سكان المحافظة والمراكز التابعة لها والذي تجاوز عددهم ال 300 ألف نسمة. وقال: إن المستشفى يستقبل في الساعة 600 مراجع وأن الطوارئ تستقبل في الشهر أكثر من 18 ألف حالة وكان يعمل فيها طبيب واحد ذهب إجازة ولم يعد للضغط الهائل الذي كان يعانيه، مما اضطرهم إلى انشاء عيادة مسائية يومية تعمل إلى الفجر بجهود ذاتية مكونة من طبيب وممرضة لتخفيف الضغط على الطوارئ، وقال: إنه في اليوم الواحد تستقبل أقسام التنويم 44 حالة، مما يضطر إدارة المستشفى الطبية إلى إخراج بعض الحالات لتتمكن من استقبال حالات أشد حاجة للتنويم. وتحدث عن قسم الولادة الذي يستقبل أكثر من ألف (1000) حالة في الشهر وسعته السريرية 18 سريرًا، مما اضطرهم إلى رفع استيعابه بجهود ذاتية إلى 20 سريرًا ثم إلى 25 سريرًا، وقال: تم إضافة 3 أسرة في قسم الباطنة بجهود ذاتية رغم أنها غير مدعومة بالخدمات السريرية للحاجه الملحة لذلك. وأوضح أن برنامج الطب المنزلي مفعّل بجهود ذاتية ويقوم به طبيب واحد لا يفي بالعدد الكبير الذي يحتاج لهذا البرنامج. وطالب باعتماد شؤون صحية مستقلة ومستشفى مركزي لا يقل عن 400 سرير ومستشفى للأمراض النفسية وإيجاد مركز متخصص لأمراض الدم التي يتجاوز المصابين بها أكثر من 1200 حالة انيميا ومستشفى نساء وولادة وأطفال للعدد الكبير الذي يستقبله القسم في المستشفى والذي يتجاوز 1000 حالة في الشهر، وقال في ختام حديثه: هذه أرقام وإحصائيات على ما يقوم به مستشفى محايل العام، وسبق أن تحركنا وخاطبنا الجهات المسؤولة بذلك ولم نجد الرد إلى حينه. ومن جهته تحدث محافظ محايل محمد بن سبرة، وقال: منذ قدومي للمحافظة قبل شهر من الآن سمعت الكثير من التذمر وعدم الرضا عن وضع المستشفى واليوم تأكد لي ذلك وأُصبت بإحباط كبير جدًا بعد ما سمعنا من مدير المستشفى. وفي سؤال ل «المدينة» عن كيفية معالجة الوضع الحالي أجاب بن سبرة: إنه بعد عيد الفطر سيعلن عن 3 إلى 4 محاور تحتاجها المحافظة في النواحي التنموية المهمة وشدّد بن سبرة على ضرورة إيجاد مستشفى مركزي لا يقل عن 400 سرير يخدم المحافظة ومراكزها. وأبدى بعض المواطنين عدم رضاهم عن الوضع الحالي مطالبين بسرعة التحرك لإيجاد حلول عاجلة لإنقاذ الخدمات الصحية المتردية في المحافظة. الجدير بالذكر أنه قبل عامين أُعلن عن إنشاء برج طبي مكان المستشفى القديم واعتماد شؤون صحية في المحافظة وكل ذلك لم يرَ النور إلى حينه وخلال العامين الماضيين لم يشهد المستشفى استقرارًا إداريًا حيث تعاقب عليه 4 مديرين منهم 2 بتكليف مؤقت.