مما لا شك فيه أن صحة المواطن والعناية بها والمحافظة عليها من الأمراض وحمايتها من كل داء وإيجاد العلاج اللازم لها هي من المسؤوليات الرأسية لوزارة الصحة ومن الاشياء الضرورية لتوفيرها من خلال خطط التنمية الشاملة وحكومتنا الرشيدة بتوجيهات من قائد المسيرة ورائد الاصلاح ونصير الفقراء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خصصت مبالغ كبيرة في الموازنة العامة للدولة في ميزانية هذا العام وذلك لتوفير الخدمات الصحية لكل مواطن من خلال بناء المستشفيات والمستوصفات وتوفير الكوادر الطبية المتميزة وجميع انواع الادوية والاسرة اللازمة للتنويم والالات والاجهزة الطبية المطلوبة خاصة وان الميزانية لوزارة الصحة قاربت هذا العام الخمسين ملياراص من الريالات وهو مبلغ خيالي كان من المفروض ان يحدث نقلة نوعية في الخدمات الصحية لكن للاسف الشديد شاهدنا تدنياً مستمراً واضحاً في الخدمات الصحية المقدمة. فالكفاءات والكوادر الصحية المتميزة قليلة جداً والعلاجات الغالية للامراض الخطيرة كالسرطان والقلب والكبد الوبائي قليلة وقلة اسرة التنويم وهنالك طابور طويل من الانتظار للعمليات يصل انتظار البعض ستة اشهر والبعض الاخر لسنة كما ان الاخطاء الطبية التي تحدث في المستشفيات الحكومية نتيجة ضعف الكادر الطبي المكلف باجراء العمليات وخاصة المسؤول عن التخدير والذي بسببه فشلت الكثير من العمليات الجراحية حتى ان التعويض عن هذه الاخطاء الطبية لم تكن بقدر الخطأ. كل تلك الامور ساهمت مساهمة فعالة في انتعاش سوق المستشفيات والمستوصفات الاهلية واستغلالها للمواطن اسوأ استغلال من خلال تقديم هذه الخدمات الصحية باسعار عالية ومبالغة جداً ومطالبته ببعض الفحوصات والاشعة وتخطيط القلب تكون عبئاً على المواطن وخاصة ذوي الدخل المحدود وممن لا دخل لهم من المطلقات والارمل والعجزة والفقراء الذين لا يملكون مصدراً للدخل. ومن هنا فان المسؤولية على وزارة الصحة والقائمين عليها بضرورة الاسراع في تحقيق التأمين الطبي للمواطنين الذي سيخفف عبئاً كبيراً عن المواطن هذا التأمين الذي وعدنا بتطبيقه منذ ثلاث سنوات لنفاجأ بتصريح معالي الوزير مؤخراً للصحف المحلية بان مشروع التأمين الطبي سيتأخر تنفيذه لخمس سنوات قادمة حيث اوضح بان مجلس الخدمات الصحية سيقوم بدراسة الموضوع بشكل كامل والرفع به الى مجلس الوزراء خلال خمس سنوات من الان قبل اتخاذ القرار. ولكن الا ترون يا معالي الوزير ان خمس سنوات انتظار اضافة للثلاث السنوات السابقة لتطبيق التأمين الطبي الذي اصبح حلم المواطن فترة طويلة يمرض فيها الآلاف ويتألم فيها الآلاف ويموت فيها الآلاف. فهل تسارع وزارة الصحة لتطبيق التأمين الطبي ويكون لهم من الله الأجر والثواب. سمير علي خيري - مكة المكرمة