تناقض «مذهل وغريب» بين التصريحات الوردية التي تطلقها أمانة جدة على موقعها الإلكتروني عن الحدائق النموذجية بجدة والأشجار الوارفة التي ينادي ظلها الزائرين وبين واقع الحال الذي يلمسه أهالي جدة وزوارها متى ساقتهم أقدامهم لزيارة أي من الحدائق التي وصفت ب «النموذجية»؛ فالمرافق والألعاب والأشجار ووسائل الترفيه والترويح التي تطالعنا على الموقع ليست هي التي يشاهدها الأهالي بعيونهم. وقال أحمد المسيري زائر ل «المدينة»: عند دخولك إحدى «الحدائق النموذجية» تعتريك الدهشة وتحتل مشاعرك الاسى وتحاصرك الصدمة والذهول فما بقي من بقايا هذه الاشجار والشجيرات لا يتجاوز عبثًا عدد اصابع اليد الواحدة؛ ففى حديقة المعرفة التي تتباهى الأمانة على موقعها بأنها تحتضن 100 شجرة لا تجد الا ثلاثة شجيرات ورابعتهم تصارع الواقع وتحاول الصمود والصبر، ويسأل المسيري هل هي مجرد أرقام لتعبئة فراغ قائم أم انها كانت من الماضي وزالت بعوامل التعرية والجفاف رغم تواجد المياه على مقربة منها. وقال إن المبرر الوحيد في نظري هو الإهمال، الأمر الذي انسحب بدوره على الالعاب وندرة الصيانة والنفايات الملقاة واكوام المخلفات. حديقة طيبة إذا كان هذا هو حال حديقة المعرفة فحديقة طيبة ليس الواقع احسن حالا بها، بل يزداد سوءًا فقال ابراهيم المهدي إن الامانة تذكر على موقعها ان عدد الاشجار 68 شجرة، بينما لم نجد سوى شجرة واحدة قاب قوسين او ادنى من الرحيل. اما الشجيرات التي زعم الموقع الرسمي للامانة بأن عددها 3030 شجيرة فلا تقترب من هذا العدد أبدا مهما بالغنا فلا تتجاوز مع المجاملة في العدد المائة او اقل.. اضف الى ذلك انعدام وليس نقص الخدمات والصيانة ومرض المسطحات الخضراء اثر العطش المحدق الذي تتعرض له. ولعلك تبرر ذلك من قلة مياه او شحها ولكن وهذا ادهى وامر أن خزانات المياه ممتلئة ولكن لمن؟ ليس للاشجار والشجيرات نصيب منها. حاويات للنفايات غرم الله ابراهيم العمري تمنى كثيرًا على الامانة من خلال بلدية المطار ان تسمع صوت المواطنين هناك ولو مرة واحدة.. فأمنية المواطنين كما ذكر لا تتجاوز حاويات صغيرة توضع في جوانب الحديقة ليرموا مخلفاتهم فيها اما ان تنتظر من يزيل النفايات من الجهات الرسمية التابعة لها الحديقة فهذا امر محال ومن المتطلبات الصعبة كما يرى! واضاف طالبنا البلدية كثيرا حتى دب اليأس في نفوسنا فحفيت اقدامنا وتعبت ألسنتنا ففضلنا الصمت. ويضيف: ارى عاملا يأتي للحديقة في الاسبوع واحيانا الشهر مرة واحدة للسقيا وهذه بشرى طيبة لعودة الحياة للحديقة.. مضيفًا أنها لا تتطلب إلا جزءًا يسيرًا من الاهتمام فقط يجعلها حديقة، أمّا نموذجية فأشك في ذلك. الطفل عبدالرحمن رأى انه مجبر على ارتياد هذه الحديقة رغم كل ما فيها من نقص، وقال: من يسمعنى اذا تحدثت عن العيوب حاولنا عبثا البحث عن رأي آخر اقرب للتفاؤل والرضا الا انه كان اكثر تشاؤما واحباطا فتعامل حسن الزهراني مع الحديقة باقناع الذات وارضاء لأطفاله الذي وعدهم بحديقة ليس أكثر. اما المواقع الأخرى فهي لست افضل حظا فالامر سيان بل ان النقص والاهمال هو المتفاوت بين حديقة وأخرى فالتنافس بين ما هي مهملة وما هي من تتجرع مرارته بحجم أكبر.