الفكرة الرئيسة التي ما زالت تروج لها فلول نظام مبارك بهدف التشكيك في الثورة ، هي ارتباط قادة حركة السادس من أبريل وحركة كفاية بالمخابرات المركزية الأميركية والمخابرات الإسرائيلية ( الموساد ) . بلطجية الإعلام والسياسة والثقافة الذين ما زالوا يؤدون أدوارهم المشبوهة ، عادوا للفرية التي ابتدعوها أثناء الثورة والتي تقول بأن قادة وزعماء ورموز ثورة 25 يناير هم مجموعة من العملاء المنوط بها تنفيذ المخططات الأميركية والصهيونية في المنطقة ..! وكأن نظام مبارك قد قصر في تنفيذ هذه المخططات التي اعادت مصر قرونا إلى الوراء ، وروجت لمبدأ الاستسلام للعدو الصهيوني ، بل والتعاون معه من منطلق ما يسمى بالواقعية السياسية . لقد حاول نظام مبارك سلخ مصر عن العالم العربي، وقابل كل تحرك يعبر عن التعاطف مع الشعب الفلسطيني بقسوة ، وشارك في حصار غزة ، وعمل في نفس الوقت على إذلال المصريين ، وسلم البلاد لرجال الأعمال ، ونشر الفساد والرشوة في كل المؤسسات حتى أصبح الفساد ثقافة عامة ، وحاول أن يهزم المصريين من الداخل ، وقلص تعداد الجيش المصري إلى ما يقل عن ثلاثمائة ألف جندي بما فيهم قوات الاحتياط .. فهل يستطيع احد أن يؤدي للأمريكيين والصهاينة كل هذه الخدمات ؟ الان وبعد كل ذلك يحاول البعض إقناع المصريين والعرب بأن الثورة لم تكن سوى مخطط أجنبي، وان قادة الثورة لم يكونوا إلا مرتزقة للغرب والصهاينة . ولقد انتشرت في الآونة الأخيرة رسالة إلكترونية تظهر الصهيوني برنارد ليفي وهو يقف وسط ميدان التحرير بجانب ملايين المتظاهرين قبل سقوط مبارك . طبعا انا لا أشك لحظة في ان الإسرائيليين لديهم القدرة على التعامل مع المستجدات بسرعة ، وأنهم رغم تمسكهم بمبارك كانوا وما زالوا يحاولون فتح قنوات اتصال مع الثورة . لكن هذا لا يعني ان الصهاينة او الأمريكان قادرون على تفجير ثورة شعبية . اما برنارد ليفي الذي لا نعرف حقيقة دوره في بلد كليبيا ، فمن المفروض انه كان يقوم بمهمة استخباراتية في مصر ، أي مهمة سرية . وهذا بحد ذاته سبب كاف يدفعه للحرص على الابتعاد عن عدسات الكاميرا . أليس كذلك ؟ [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (7) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain